كان يا ما كان في سالف العصر و الأوان
كان فيه راعي غنم عند سيدنا سليمان
يرعي غنمه و يحرسها ولا يغفل أبداً عنها
أقبل عليه ذئب و كان الذئب جوعان
و قال للراعي أعطني من غنمك نعجة
فقد إشتد عليًَ الجوع و أصابتني نهجة
أجاب الراعي إرحل عني هذه ليست غنمي
فلا تزيد يا ذئب من ألمي
إنها أغنام سيدنا سليمان إبن داوود
و ليس من حقي بأي منها أجود
فقال الذئب إذهب لسيدنا سليمان
و اسأله أن يعطيني نعجة و أشفع
و انا أحرس الأغنام حتي ترجع
و تأكد أنهم معي في أمان
فقال الراعي أخاف إذا ذهبت
تهجم أنت على الغنم إذا غبت
فقال الذئب كيف أخون الأمانة
ففي الخيانة ذل و مهانة
ان كنت لست بقربي فأين يذهب ربي !!
فذهب الراعي وفي الطريق رأي بقرة
ترضع من إبنتها فقال هذه نكرة
هذه عجيبة ما رأيت أبداً مثلها
سأسال سيدي سليمان عن تفسير لها
و إستمر الراعي في المسير وبعد قليل
رأى أشخاصا بملابس مهلهلة و بالية
وبين أيديهم أكياس من الذهب غالية
فتحير في الأمر و فكر و قال غريبة
يا سبحان الله هذه أيضا عجيبة
ما رأيت مثل هذا من قبل ؛ معهم الذهب
فلماذا ملابسهم بالية؟ ثم إستمر و ذهب
فرأى من بعيد نبعة ماء جارية
و سمع خرير الماء فأتجه نحوها
لكي منها يشرب و لما منها أقترب
شم رائحة كريهة و الماء كانت جارية
و مع ذلك رائحته قذرة و مزرية
قال يا سبحان الله ؛ و تراجع حيران
هذه أيضا من عجائب الزمان
لو كانت الماء راكده وعطب لذهب مني العجب
و سار حتي وصل لسيدنا سليمان
و حكي له ما رأي و ما كان
فقال سيدنا سليمان أعط للذئب نعجة
حتي يعود بعد الجوع في بهجة
فقال الراعي الأمر يا سيدي أمرك
لكني أريد يا سيدي أن أسألك
عن عجائب في الطريق رأيتها
رأيت أولا بقرة ترضع من بنتها !؟
فقال سيدنا سليمان
هذا سيجري في آخر الزمان
الأمهات ستجلب البلاء لبناتها
لتكتسب و تقتات من معاشها.
فقال الراعي ورأيت أيضا أغنياء
بين أيديهم ذهب لكن ملابسهم بالية !؟
فقال سيدنا سليمان هؤلاء قطاع الطرق
و اللصوص وكل مال أتى من حرام
فهو منزوع منه البركة وصاحبه في أرق
و سيكثر في آخر الزمان المال الحرام
ترتفع منه البركة و تقل القناعة يا غلام
فقال الراعي ورأيت أيضا ماء جارية
و كنت عطشان فتقدمت لأشرب
وجدتها ذات رائحة كريهة فكنت مستغرب
فقال سيدنا سليمان
هؤلاء في آخر الزمان معظم أهل الدين
تراهم من بعيد بزي و هيئة رجال الدين
فتقترب منهم لتستفيد عن يقين
تجد معيشتهم في ملذات
و تعلقوا بالدنيا و حب الشهوات،
فقال نعوذ بالله من أهل ذلك الزمان
ثم طلب الدعاء من سيدنا سليمان
و رجع الراعي فوجد الذئب يحرس الأغنام
فقال له سمح لك سيدنا سليمان
ان تختار نعجة و تأخذها
فنظر الذئب إلى الأغنام ليفحصها
فرأى نعجة مريضة وضعيفة
تقدم نحوها ليأخذها
فقال له الراعي لما أخترت هذه بالذات ؟
فقال الذئب لأنها غافلة عن تسبيح ربها
و إن من يغفل عن تسبيح ربه الكريم
فهو في بلاء و كرب عظيم
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه .
★★★★★★★★★★★★
د /عمر عبد الجواد عبد العزيز
