بقلم عبدالحميد احمد حمودة
بدا أنه يتأكد من أن لديه طاقة لا يعرف مدى قوتها ، لكنها مؤثرة جدًا على الجان.
بدأ يتغلغل في أماكنهم ويراهم مستخدم قوة الطاقة التي أنعم الله عليه بها، يراهم بمساعدة من حوله من الجن ويسمع ما يقولونه بوضوح.
اعتاد أن يرى الكنوز والمدافن المخبأة داخل الأرض، القديمة والحديثة. كان يراهم بوضوح ويسمع ما يقال عنها، وكيف دفنوا، ومتى وكيف يتم استخراجها.
حتى جاء اليوم الذي التقى فيه بصديق قديم له كان لديه امرأة من الجان الطيار المجنح والتي كانت قوية جدًا
عندما رآه شعرا بوجودها بعيدًا عنه وأخبره بذلك، وتحدث صديقه قائلاً إنه يعلم بوجودها وأنها معه منذ سنوات عديدة.
قال:
-لماذا هي بعيدة وغير قريبة منك؟ أليس من المفترض أن تبقى بجانبك؟
الصديق:
-نعم، لكنها خائفة من شيء لا أعرفه
ومنذ جلست معك وهي تحاول إخباري بالذهاب وعدم البقاء معك
قال:
-اطلب منها المجيء إلى هنا
الصديق:
-لا، أتركها الآن، فهي لا تريد أن تأتي
قال:
-صفها لي
الصديق:
-عمرها عشرون سنة، جميلة جدا، ترتدي فستانا أبيض وعيناها سوداوان.
لم يخبره بما كان يراه ، وكان يرى هو امرأة سوداء نحيفة في ثوب أسود، وإنها ساحرة كبيرة، لكنه أخفى ذلك في نفسه.
بعد عدة أيام جاءه صديقه ليخبره أنها كانت تطلب منه عدم مقابلته مرة أخرى، وأنه يشعر بالخوف، ولهذا جاء ليطلب منه صرفها عنه.
قال:
-لماذا لا تريدها معك
الصديق:
-أنا مجبر على أن أكون معها
أنا خائف جِدًّا منها عندما لا أفعل ما تطلبه، فهي تؤذي ابني الصغير، لكنني شعرت بخوفها منك، ولهذا السبب أتيت إليك.
قال:
تعال هنا الآن
وفجأة وجدوها واقفة أمامهم
قال:
أريدك أن تذهبي ولا يراك مرة أخرى
قالت:
لا أريد أن أذهب ولن تجبرني على ذلك
وفجأة ظهرت مملكة كبيرة يجلس على عرشها ملك كبير ويحيط به ملوك آخرون
فنظر إليهم الملك وقال لهم:
-هي لا تريد أن تذهب وتريد البقاء معه، كيف تطلب منها أن تفعل هذا، وما شانك أنت في هذا؟ وبينهما ميثاق لا يمكن نقضه.
ابتسم وقال:
-ستنهي كل شيء، خذها وانطلق من هنا ولا تعود أبدًا
ضحك الملك بصوت عالٍ وقال لهم:
-ماذا ستفعل إذا لم يحدث ما قلته الآن؟
قال:
-ستقتل ويتم الاستيلاء على مملكتك
ضحك مرة أخرى وقال لهم:
-أعلم جيدًا أنه لا يوجد أحد من حولك قادرا على ذلك، أنا ملك كبير واسأل من حولك عني، يقولون لك إنهم ليس لديهم سلطة علي وسوف ينقلبون عليك
لم يغضب ولم يفعل شيئًا بل نظر إليه بابتسامة وقال:
-عندما تتحدث معي ، كن واقفًا ، لا تجلس على كرسيك
فنظر إليه الملك بقوة ووقف قائلا:
-لم أقصد تحديك أو التقليل من شأنك ، لكن هناك عهود بينهما لا يمكن نقضها
قال:
أحطمها على رأسك أنت ومن معك، والآن أبرم اتفاقًا جديدًا معك وأكتب
إذا عدت، سنعود، ورأسك هى جزاء عودتك
الملك:
-إذا رفضت هذا
قال:
-الآن تقتل ويقتل الجميع معك
الملك:
-أوافق، وأعلم أنني لست وحدي، وأنك بدأت الأمر ولم ينته بسهولة، بدأت تبكي بشدة بعد أن تأكدت من مغادرتها له
أشار إليه بابتسامة وقال:
-اذهب أنت ومن معك
الصديق:
-أرى كما لو أن عيني ترتفعان والأرض تغلق، ولا أرى شيئًا بعد ذلك، واعلمك عندما نظر إليك الملك ووقف، كانت هناك أنياب وملامح أسد مهيب على وجهك. عندما نظروا إليه، أرعبت قلوبهم، وشعرت أن هذه المرأة ترتجف من الخوف والرعب، هي ومن هم معها.
وانتهى بهم الأمر بعدم رؤيته لهما مرة أخرى.