▪️بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
▪️مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
قال الله تعالى:
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
سورة الجن
المساجدُ أحبُّ البقاع إلى الله تعالى وخيرُها، ففي صحيح مسلم:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا
وقد حثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على لزوم المساجد والجلوسِ فيهاوحضور مجالس العلم ففي صحيح مسلم:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم :
وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ .
وإذا كانَت المساجدِ بهذه المنزلةِ، فإنه يجبُ على من قصد المسجد أن يتحلَّى بأشرف الصفات، وأحسن الخصال، وأن يتعلَّم أحكامَ حضورِ المساجد وآدابها ، تأدُّباً مع الله تعالى، واحتراماً لهذه البُقعةِ المباركة ومراعاةً لإخوانِه المصلِّين .
وقد ذكر أهل العلم آدابًا للمساجد والمقصود بالآداب :
الأوامر والنواهي والمستحبات التي تُفعل عند دخول المساجد أو قبل ذلك فمن آداب المساجد :
أولا :
استحباب لبس الثياب الحسنة واستعمال السواك عند الذهاب إلى المسجد .
قال تعالى:
﴿ يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]
وفي سنن أبي داود وغيره :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ .
أَوْ
مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدْتُمْ أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مَهْنَتِهِ .
وفي صحيح مسلم:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَفِى حَدِيثِ زُهَيْرٍ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ .
ومن آداب المساجد ثانيا:
النهي عن حضور المساجد لمن أكل الثوم أو البصل ونحوهما .
ففي صحيح مسلم:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ وَقَالَ مَرَّةً مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ .
ومن آداب المساجد ثالثا:
أنه يستحب المشي إلى المساجد بسكينة ووقار لما فيه من عظيم الأجر .
ففي الصحيحين:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ وَلاَ تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا .
وفي سنن أبي داود:
أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا .
وفي صحيح مسلم:
خَلَتِ الْبِقَاعُ حَوْلَ الْمَسْجِدِ فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُمْ « إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ .
قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ.
فَقَالَ : يَا بَنِي سَلِمَةَ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ .
ومن آداب المساجد رابعا:
أنه يستحب التبكير إلى المساجد لما جاء في الصحيحين :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ .
ومن آداب المساجد خامسا:
ذكر الله بالدعاء المأثور .
ففي صحيح مسلم:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم :
إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ .
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَبْدَأُ بِرِجْلِهِ الْيُمْنَى، فَإِذَا خَرَجَ بَدَأَ بِرِجْلِهِ الْيُسْرَى .
ومن آداب المساجد عاشرا:
أنه إذا دخل المسجد يصلي ركعتين وهما تحية المسجد .
ففي الصحيحين:
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ .
ومن آداب المساجد، الحادي عشر:
النهي عن البيع والشراء وإنشاد الضالة في المسجد .
ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لَا رَدَّهاَ اللَّه عَلَيْكَ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا .
وروى الترمذي في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا :
لَا أَرْبَحَ اللَّه تِجَارَتَكَ .
ويلحق بذلك سؤال الناس أموالهم في المساجد .
روى مسلم في صحيحه :
أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ .
ومن آداب المساجد، الثاني عشر:
النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لضرورة .
فقد روى مسلم في صحيحه:
عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَمْشِي فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم .
ومن آداب المساجد الثالث عشر:
أن يأمر بما يراه من المعروف وينهى عما يراه من المنكر .
ومن آداب المسجد الرابع عشر:
عدم المرور بين يدي المصلي واستحباب أن يأخذ المصلِّي سترةً له .
ففي الصحيحين:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّى مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ .
ومن آداب المسجد الخامس عشر:
عدم اتخاذ المساجد طُرقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
لا تتخذوا المساجد طُرقًا إلا لذِكر أو صلاة .
رواه الطبراني .
السادس عشر عدم رفع الصوت في المسجد والتشويش على المصلِّين .
ففي صحيح البخاري:
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ كُنْتُ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ. فَجِئْتُهُ بِهِمَا.
قَالَ مَنْ أَنْتُمَا أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا ،قَالاَ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ.
قَالَ لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
وأيضاً:
لا يرفع الصوت بذكر الله عز وجل حتى لا ينزعج الناس .
ففي سنن البيهقي:
اعْتَكَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَشَفَ الْمَسْتُورَةَ وَقَالَ :
أَلاَ إِنَّ كُلَّكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلاَ يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلاَ يَرْفَعَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلاَةِ .
ويدخل في التشويش على المصلين ترك الهاتف الجوَّال مفتوحًا أثناء الصلاة .
وفي سنن الترمذي:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا الْبَلاَءُ .
فَقِيلَ وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فذكر منها:
وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ .
ومن آداب المساجد السابع عشر:
ألا تتطيَّب المرأة أو تتزيَّن عند خروجها للمسجد .
ففي صحيح مسلم:
عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا .
ومن آداب المسجد الثامن عشر:
ألا يمكث الجنب والحائض والنفساء في المسجد .
لقوله تعالى:
وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا
النساء: 43
وفي صحيح مسلم:
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ .
قَالَتْ فَقُلْتُ إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ :
إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ .
ومن آداب المسجد، التاسع عشر عدم اتخاذ المساجد على القبور .
ففي البخاري ومسلم:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا .
قَالَتْ وَلَوْلاَ ذَلِكَ لأَبْرَزُوا قَبْرَهُ غَيْرَ أَنِّي أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا .
وفي صحيح مسلم:
أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
إِنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
ومن آداب المسجد، العشرون عدم التباهي .
ففي سنن أبي داود :
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ .
ومن آداب المساجد، الواحد والعشرون تنظيفها وعدم القاء القاذورات فيها .
ففي مسلم:
قال صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ .
وفي صحيح مسلم:
أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابًّا فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ.
قَالَ :
أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي .
قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ فَقَالَ :
دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ .
فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ :
إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاَتِي عَلَيْهِمْ .
وفي الصحيحين:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
عُرِضَتْ عَلَىَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ .
وروى البخاري في صحيحه:
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاَةِ، فَلاَ يَبْصُقْ أَمَامَهُ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي اللَّهَ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَيَدْفِنُهَا .
ومن مكروهات المساجد زخرفتها:
فقد ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّهُ يُكْرَهُ زَخْرَفَةُ الْمَسْجِدِ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، أَوْ نَقْشٍ، أَوْ صَبْغٍ، أَوْ كِتَابَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُلْهِي الْمُصَلِّيَ عَنْ صَلاَتِهِ ، لأِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ذَلِكَ قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ
أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ
وَالتَّشْيِيدُ: هو الطِّلاَءُ بِالشِّيدِ أَيِ الْجِصِّ .
هذه هي بعض آداب المساجد ألا فتأدبوا بها .
ومن آداب المساجد :
عدم تشبيك الأصابع : الأول: عند الذهاب إلى المسجد .
فقد روى أبو داود في سننه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يُشَبِّكَنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ .
الثاني: إذا كان في المسجد ينتظر الصلاة .
روى ابن خزيمة في صحيحه والحاكم في مستدركه:
إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، كَانَ فِي صَلاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ، فَلا يَقُلْ هَكَذَا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ .
ومن آداب المساجد :
أن يتابع المؤذن حين الأذان ،فيقول مثل ما يقول .
لما روى مسلم في صحيحه :
أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا لِيَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّه وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، وَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ .
ومن آداب المساجد :
الإكثار من ذكر الله تعالى في المسجد بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وغيرها من الأذكار وكذلك الإكثار من قراءة القرآن والعلم والفقه، وسائر العلوم الشرعية .
قال تعالى:
﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾
[النور: 36]
وروى مسلم في صحيحه:
قال صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ .
وعند الترمذي:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا.
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ الْمَسَاجِدُ .
قُلْتُ وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ :
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ .
ومن آداب المساجد :
أن يجتنب المسلم اللغو والخوض في أعراض الناس وكثرة الحديث في أمور الدنيا مما يقسي القلب ويبعد عن الله .