مقالة لزهر دخان
لماذا لا يتحمل الغرب تكاليف الحرب بدل جيوب شعوبه ؟؟
العصيان المدني يسير بخطوات ثابة في شوارع أوروب. وهو السلاح الوحيد في يد الأوربين الراغبين في توصيل صوتهم إلى الأنظمة الأوربية والغربية برمتها . مناشدين إياها الإنتباه إلى بعض الأمور المهمة في أهم حرب لآوروبا بعد الحربين العالميتين . وإن المهم عند المواطن الغربي لا يتمثل في إيقاف الحرب بقدر ما هو متمثلاً في مصالح الشعب الغربي الإقتصادية أولاً ، ثم الإجتماعية ثانياً فالسياسية ثالثا ...إلخ .
في أوروبا يعرف أصحاب الإختصاص من سادة وكالات الإستخبارات وقيادتها المحنكين. يعرفون معرفة كاملة أن روسيا تعمق الجرح وتذر فوقه الملح . وهم يضربون لأخر خطايا روسيا مثلاً عظيماً. ويقترحون على شعوب الغرب التفهم .وينصحونها بالإنتباه إلى الفخ الروسي قبل الندم. فحسب معلوماتهم إن روسيا هي التي خططت لخروج مظاهرات ضد الحكومات الغربية في شوارع الغرب. مطالبة بتجنيب المواطن كارثة تحمل فاتورة الحرب ودفع خسائر الرأسمالية الغربية من جيبه .
في هذا الشأن يقول رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا :إن سبب خروج مظاهرات شارك فيها أكثر من 75 ألف شخص في براغ الأسبوع الماضي . هو التحريض الروسي والتخطيط المسبق لمخابرات روسيا التي أشعلت النار في الهشيم الأخضر في بلاده .
في المقابل تواصل روسيا محاربة الغرب إعلامياً ، وتعبأ ضده حتى شعوبه .وتأمل أن تتحول أزمة الطاقة إلى نزاع مزمن حول السلطة . في عالم عرف بتحكيم الدمقراطي وإقصاء الدكتاتوري . كذلك تنتظر روسيا نجاح مساعيها الرامية لصناعة خلاف وإختلاف في الرأي الدولي حول الأزمة الأوكرانية . وهو الأمر الذي سيسلب به الروسي بوتن حلفاء الأمريكي بايدن . وفي هذا الصدد أكد السيد دميتري بوليانسكي ممثل روسيا الأممي ، على أن معظم الدول غير مستعدة لدعم مبادرات الغرب ضد روسيا في الأمم المتحدة، وأن تحالف واشنطن ضد روسيا آخذ في الإنهيار.
بينما هناك من القيادات الغربية من إستطاع أن يقرأ الرقم الخيالي لعدد العقوبات الغربية المسلطة على روسيا . وهو رئيس وزراء هنغاريا . الذي قال إن 11 ألف عقوبة فشلت في إضعاف روسيا ، لكنها قد تجبرنا على الركوع.
وقال رئيس وزراء هنغاريا فكتور أوربان، إن العقوبات المفروضة ضد روسيا، قد تجبر أوروبا على الركوع على ركبتيها. وهو هنا يقصد أن هذا العقاب لو عوقبت به أوروبا لتحولت إلى عالم يركع ويقبل الإنكسار والهزيمة .
وأضاف رئيس الحكومة الهنغارية ((تم فرض 11 ألف عقوبة ضد روسيا حتى الآن، لكنها لم تنجح، وقد يتسبب التضخم ونقص الطاقة الناتج عن ذلك في ركوع أوروبا على ركبتيها))
ويقول ظابط مخابرات سويسري سابق: لا يمكن"إختراع" عقوبات جديدة ضد روسيا ، بمعنى أنه يقصد أن الغرب إسنفذ حيله . أو لنقل إن روسيا هي التي إستنزفتها .
سؤال المقالة يقول : لماذا لا تتحمل أوروبا والغرب تكاليف الحرب بدل جيوب شعوبها ؟؟
الإجابات على هذا السؤال كثيرة ومتشعبة . تنبع من فهم المتسائل .وتصب في مجرى مصالح أصحاب الإجابات . إذا تركنا للشعب الغربي حق الإجابة فسيقول لنا : إن زعماء أوروبا وأمريكا قلقون من مستوانا المعيشي . وليسوا قلقين عليه . وهم في صدد تنفيذ مخطط جماعي يتفقون عليه . بموجبه سيصرقون أموالنا ويضعونها في جيب الحرب . إن شعوب الغرب حتماً تعرف أنه إما أن يتحمل النظام الغربي الخسائر بدل المواطن . أو يكون يقصد إخراج أوروبا خاسرة من حربها وكذلك أمريكا .
لنعلم أنفسنا مجدداً بأن الغرب ليس فقيراً، ويمكنه دعم الأسعار في كل بلاده وإلى أجال طويلة . وإن هذا الإجراء سيربحه الحرب. وسيجعل روسيا تركع على جميع ركابها متأثرة ب11 ألف عقوبة.
ربما لدى الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ، جواب لسؤال المقالة ، وقد أبرزه عندما تحدث عن "بعض نجاحات" قوات كييف قرب مقاطعتي خيرسون وخاركوف، وأكد أنه يجب عدم الوقوع في الخطأ والإستعداد "لحرب طويلة". وهذه الحرب الطويلة وربما الطويلة جداً ، هي الوجهة التي يسير نحوها النظام الغربي .وهو يعلم أنه في حالة ما إستنزف أمواله في الإنفاق على شعوبه سوف يكون هو من ستركعه العقوبات ال11 ألف.
لقد أعاد ستولتنبرغ التشديد على عزم ناتوي ذو ضرورة ستعمل دول الناتو بناء عنه بشكل أكثر نشاطاً لتزويد أوكرانيا بالأسلحة من مخزونها .ثم إنتاج أسلحة جديدة. هنا أيضاً يظهر حرص الغرب العسكري على إستعداده للإنفاق على الحرب .وللشعب صندوق يحميه. فإذا راهنت شعوب الغرب على خطة إسقاط القيادات الحالية بالإنتخابات ،سوف تربح رخاء قوت يومها . وتسمح لروسيا بالعودة إلى وضعية *اللاركوع* لآجل أن تأمن أوروبا ولا تجوع.
ومثلما تجهز أوروبا وتستعد لفصل الشتاء . يقتطع لتنبورغ للجيش الأوكراني نصيبه من المزانيات الغربية من الأن . وكان قد ختم كلامه في مؤتمره الصحفي الذي جمعه ببلينكن هذا الجمعة، بحث الحكومات الغربية على تأمين شتاء أفضل للجيش ألوكراني .وإعترف بأن مخزونات الحلف من السلاح قد ضعفت لآن ردع روسيا بها في أوكرانيا كان أمراً ضرورياً. وهذا التدبير العسكري معناه يعطينا رداً وجواباً على سؤال المقال . لآننا نستنتج منه أن الغرب العسكري ماض قدماً في عسكرة حلول الأزمة الأوكرانية، وتسيسها بشكل معقد تعقيداً يجبر روسيا على الإنهيار والتفكك والتفتت. وستكون النتيجة مستقبلاً في صالح المستهلك الغربي . عندما لا تعظم أمام إقتصادياته دول الشرق التي طالما جاء منها الموت فلما لا يقتل الناتو قاتليه ؟؟؟