بقلم الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي محمد غزال
أحلامنا......لم يعد لنا من أحلام إلا أنت ،أيعقل أن تكون أمنيتنا أن يبتلعنا البحر ويرمينا على شطآنه وليمة بكاء لمن عانقنا قبل قليل،أيعقل أن نهرب من ابتلاع الأرض لبقايا أحلامنا إلى ذاك الهائج فوق صيحات المستغيثين
أيعقل أن تكون رواياتك رافقتهم في مصيرهم المحتوم فغدت ذاكرة الجسد ذاكرة أجساد غرقى بملح أحلامها .
أيعقل أن يعبروا البحر على سرير الموت ولا يبقى إلا بقايا أشباح تعلق صورهم على جدران النحيب
أيعقل أن يكون الفراق بهذه القسوة من الشهوة حتى تباع أجساد الراحلين لعتبات البحر دون ثمن
أيعقل أن تكون قنابل الموت بهذا الرخص كي نفتح مسامير أمانها ونتطاير مع أشلاء أحلامنا
أيعقل أن تكون لهفتنا الرحيل أقوى من البقاء في مهد الولادة
أيعقل أن نهجر الأرض والدار والذكريات ونموت فرادى في قوارب الجحيم
يامن رحلتم مع بداية الحلم ومن السطر الأول في كتاب المستقبل المشؤم،نسأل الله لكم أن يجعل أرواحكم حول عرشه وفي جنات النعيم
في بلد كان الأولى أن يحضن أبناءه الجميع ويتسع صدرهم لكل ماكان ويكون للأسف صار الرحيل عنوان مكتوب على هواجس المتعبين ،في مكان قصي من الشاطئ جلست أم ثكلى تراقب وتدمدم لقد أبتلعتك الأرض ياولدي وأنت في بيتك وخرجت متحدياً قسوة الحرب وجحيمها والآن ابتلعك البحر وجبة دسمة لأمواجه التي لا ترحم ، يابحر علام كل هذا الظلم والجبروت حتى صيحات الأطفال ودقائق الخوف لم تشفع لهم لتكون رحيماً معهم ،فعلاً نحن نعيش في زمن تساوى فية الموت والحياة