مقالة لزهر دخان
خجلت السعودية من نفسها ، فأهدت تلك النفس أثمن شيء قد تمنحه دولة بترولية إلى خزائنها . لذا كان القرار بإجماع أوبك + . وأصبحت السعودة هي الرابحة ، بعدما كادت الأمركة أن تجهض التحالف الدولي لآوبك + . والرابح الأول بشكل كامل من حرب أوكرانيا ، إذا إستمر الوضع على ما هو عليه . وساهمت السعودية برمتها في تصقيف سعر النفط برمته. بدل أن ينجح الغرب في تصقيف سعر الطاقة الروسية ويحوله من غالي إلى رخيص .
حقاً لقد خجلت السعودية من نفسها . وقد أغضبت من عاشوا متربحين لسنوات طوال من عدم حيائها . ومن إرقاصها للصبيان الخليجيين والعرب والمسلمين طوال فترة ضربها على الدف .
البيت الأبيض المُعَاقب الأكبر بقرار أوبك+ . والذي ينتقد وفق آل بايدن رفض السعودية إعتبار قرارها في أوبك+ لآسباب سياسية. وإلاَ فأين حق السياسة الدولية الجديدة التي رسمت واشنطن خطوطها لحلفائها كباراً وصغاراً عرباً وغرباً . يقول البيت الأبيض أين حق المسكينة أوكرانيا الذي لم تلتزم السعودية بإنتزاعه من سياسة أوبك وعلى حساب الروس.
وكانت الحكومة الأمريكية قد رفضت إصرار السعودية على أن خفض إنتاج منظمة أوبك+ حلفائها بما فيهم روسيا، كان لأسباب إقتصادية وليست سياسية. ويرى المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كاربي أنه :((يمكن لوزارة الخارجية السعودية أن تحاول الإنحراف أو الانكار لكن الحقائق بسيطة. العالم يحتشد خلف أوكرانيا في مكافحة العدوان الروسي))
ويبقى على كاربي أن يعلم ، ليس من أجل العلم بالشيء فقط . ولكن ليلتزم بما يعلم . يبقى عليه أن يعلم أن أعضاء أوبك+ ال 23 هم اليوم أهم من العالم الذي أشار إليه . وهم ليسوا جاهزين حسب قراراتهم للتخندق خلف زلينيسكي . أما نصرة كييف فريثما يخجلون من أنفسهم بما يكفي لملأ جيوبهم وخزائن شعوبهم . وسبحان الله الذي جعل أمريكا تجرب وتعيش هكذا أزمة ، فزلينسكي اليوم كأنه حكام إسرائيل وجنرالات حربها وأدعياء سلامها. وشعب أوكرانيا كأنه شعبنا العربي الفلسطيني ، يموت والغرب يتفرج بل أنه يصنع الفرجة.
كاربي قال أيضاً من حق واشنطن الإستمرار في ( رصد أي إشارة إلى موقف الرياض على صعيد الرد على العدوان الروسي ضد اوكرانيا ) وتجدر الإشارة هنا إلى أن كاربي ربما يقصد أنه سيتم ردع السعودية كما تردع روسيا. وإن أمريكا إذا فعلت ستربح. وإذا أحجمت سوف تخسر . كذلك عليه أن يتسائل لماذا تتحرك الرياض ضد واشنطن سياسياً .وتدعي أنها فقط تضمن لنفسها مستوى أفضل من الإقتصاد. ؟ فإذا وجد أن الجواب هو إعلان حرب ، ماذا عليه أن يقول ثم ماذا عليه أن يفعل ؟
السعودية رفضت الإتهام الأمريكي، وقالت أن قرار أوبك الذي كان بالإجماع سيبقى على إجماعه . وأشارت بوضوح لتعمد البيت الأبيض عدم فهمه لتسيس أوبك+ . التي حاربت الغرب سياسياً، ثم أعلنت عن صفاء نيتها تمويهاً. مجمعة على أنها فقط تتحرك في إطار قانون العرض والطلب. وهي بخفضها للإنتاج تحمي الإقتصاد العالمي. أما العلم الروسي وحدود الأدب الروسي. فهي ليست ما يناقش داخل كواليس أوبك+ .
الخلاصة: مشاركة السعودية في قرار أوبك+ مرة أخرى بموافقتها على رفع سعر البرميل عالمياً لصالح المنتجين. جاء لأنها أي الرياض لا تعرف مخططات الغرب التي ستهدم كل دولة تبيع الطاقة بأسعار مرتفعة للغرب . كذلك يمكننا القول أن السعودية تعرف أن الحرب هي ثمن بيع البترول بأسعار غالية. ولكنها ومع معرفتها بوجود حرب+ كما توجد أوبك + . إختارت أن تخجل من نفسها وتدخل حروباً مستقبلية ولو تدمر الخليج على رؤوس الأمركيين العرب؟!!!!!