يافاتنى_مجلة أنا مصري
مجلة انا مصرى مجلة انا مصرى

آخر المواضيع

جاري التحميل ...

يافاتنى_مجلة أنا مصري

 

🖋حسـيـن حشـيـش 

يافاتنى


(سجين الروح ~ الجزء الثانى) 

قَادِمٌ مِنْ الْمِنْفَى

تِلْكَ الْهَزَائِمُ

تَوَالَتْ َأمَامِي

يتَنَاثَرُ مِنْهَا مَابَقِي مِمَّا أُعَانِي

أُلَمْلِمُ فِيهَا بَعِضَ أَجْزَائِي


رَغمَ تَبَعْثُرِهَا أَلْتَمِسُ مِنْهَا عُذْراً

أَلْتَمِسُ مِنْهَا حَيَاتِي

جَاءتْ مِنْ بَعِيدٍ بِخُطُوَاتٍ تَدُقُ مَسَامِعِي 

تَضْرِبُ الْهَوَى فِى عُقرِ دَارِهِ وَتَنْسَحِبُ

كَخَيِلٍ  أَغَارَتْ عَلَى قَوْمٍ وَرَاحَ عَزْمُهَا

وَبَاتَتْ تَبْحَثُ عَنْ الْهِرُوبِْ سَبِيلَا

جَاءتْ عَلَى اسْتِحِيَاءٍ وَمَعْهَا قَبَسٌ مِنْ  ذِكْرَيَاتِي


أَضَاءتْ بِهِ الآمَالُ أهْوَائِي 

وَانْكَشَفَ الْغَطَاء 

وَرَأيِتُ فِيهَا مَلْذَّاتِي التِّي كُنْتُ أَرْسمُهَا فِى مُنَاجَاتِي

تُعَانِي مِمْا كُنْتُ أُعَانِي كَأنّهَا مِرْآتِي

تِلْكَ الْمُعَانَاة وَبَيْنَنَا جِسْرٌ 

مِنْ يَمْرُ بِه

سَيَسْقُطْ وَتَسْقُطْ مَعَهَ حَبِيبَتِي

فَهِي تَسْكُنُ الّسَمَاءَ وَسَقْطَتُهَا حَيَاتِي

أَمَا أَنَا فَمِنْ سُكَانِ الْقُبُور ْ

فَلَنْ يَمُرَّ  بِي مِنْ أَلَمٍْ وَلَنْ أُبَالِي

فَحِرْصِي عَلَيْهَا كَحِرْص نَفْسِي

أَنْ تَبْقَى كَمَا كَانَتْ فِى سَمَائِي

أَرَاهَا تَبْعَثُ الّرَوُحَ بِشِرْيَانِي

فَلَا تَزاَلُ بِدَاخِلِي رَغْم انكِسَارِي 

أَحْبَبْتُكِ بِلَا شَكٍ

مِنْ سُطُورٍ تَسْكُنُ بِذَاتِكْ

مِنْ هَمَسَاتٍ تَلْمِسُ الْقَلْبَ وُيَحْيَا بِنَبَضَاتِكْ

يَا سَفِيرةَالْحُرُوفِ

يَا تَوْأَمَ الْفُؤادِ 

يَا نَفْسِي يَا اكْتِمَالِي 

يَارْوحًا سَكَنَتْ فُؤَادِي

يَا أُنْسَ الّلَيَالِي وَسَهَرِي وَاشْتِيَاقَي

يَا عِشْقـًا أَطَـالَ الّسَهَرْ

يَا نـُورًا جَاءَ مِنْ الْقـَمَـــرْ

لِسَجِينٍ قَادِمٍ مِنْ الْمَنْفـَى

يَتَنَاسَى كُلْ شئ وَلَا يَنْسَى

الّطَُرُقُ مُقْفَلَه ، وَلَا يُوجَدْ مَوْعِدْ للْوِصُول 

أُجَرِّبُ دَائِمًا 

وَأبْقَى بدَاخِلِْ مَنْفَايَا فَوْقَ الْجِسُورْ

وَأَرْفُضُ وَاقِعًا مَحْتُومًا يَأْخُذُنِي إِلَى هَوَىَ الّنَفْس 

اَلّْتِى تَطْلُبُ الّرَحِيلْ

وَتَرْغَبْ فِى الْبَقَاء وَتَرْضَى بِمْأسَاتِي

وَفِى مُنْتَصَفِ الّطَريِقْ  

يَأْتِي عَلَى خَاطِرِي أَنْ أَعُودَ فِى مَكَانِي

وَأَنْ أَعِيشْ عَلَى أَمَلِ أنْ تَعُودْ 

وَهَلْ أَمْضِي فِى طَرِيقِي؟

أَمْ تَرَاهَا تَأْخُذُنِي مِنْ بَيْنَ أَحْزَانِي

وَتَفِي بِمَا قَدَّمْتْ لِي مِنْ وُعُودْ؟

وَأَنْ تَمُرَّ بِي مِنْ بَيْن الّسدُودْ

لِغَدٍ أَفضلَ بَعِيداً عَنْ الْمَنْفَى

الّذِى مَازَالَ بِدَاخِلِي 

وَأَنْسَى مَا فِيهِ مِنْ اعْتِقَالٍ لِذِكْرَيَاتِي

مِنْ أَقَاوِيلٍ خَطَرَتْ بِبَالِي

مِنْ عَذَابٍ رَاقَ لِي 

مِنْ صِرَاعٍ بِدَاخِلي وَصَمْتٍ يَهِزُنِي

وَجِرَاحَات ٍ تَئْنُّ حَتْى تَذْهَبُ رَوْحِي

مِنْ سَجِينٍ يَنْتَظَر أَنْ يُخْلَى سَبِيلَهُ

          ☆☆☆☆☆

التعليقات



انا مصري

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مجلة انا مصرى

2020