مقالة لزهردخان
ستدخل كتبه الجديدة الثلاثة المطبعة (الغيثية الأديبية) ويبدو من عناوينها الحَسنة الجَيدة غير المُحسنة أو المُجَودة. يبدو أنها ثلاثة عَوالم للمتعة وتذوق الحروف وللقراةء والتقرب والإقتراب من القصص .
أنا فعلاَ وحقاً لم أقرأ الكتب ، أو أطلع عليها . لأن مضمونها خاص وسري حتى تنشر وتوزع وتباع بمعرفة دار الأديب للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة . ولكن يبدو من خلال عناوينها أنها رأي عبقري لكاتب وزنه في العبقرية هو إسمه ، وإسمه هو الأستاذ أحمد عبده . الذي سبق له وتقدم في مصاف الكتاب عربياً ومصرياً بما قدمه من مؤلفات أدبية وسياسية وعسكرية.
قبل عشرة أيام نشر أستاذ أحمد على الرسمي من فايسبوكه . نشر نبأ أسعد به جمهوره وعزز به سطوره في عالم الكلام البديع والنسج الكافي لتغطية الجميع . وكان ذاك المنشور قد إحتوى ما يلي: ((الأحد 12 فبراير 23../ مع جزء من كتبي الأدبية والسياسية والعسكرية, أثناء تسجيل حلقة في برنامج ( الذاكرة البصرية) بمقر اتحاد كتاب مصر.. مع المحاوِرة اللبقة الدكتورة ناهد عبد الحميد... رئيسة قطاع الهناجر بدار الأوبرا المصرية ))
وقبل يوم واحد تم توقيع عقود الكتب الثلاثة المذكورة في مطلع هذا المقال . وهي مجاميع قصصية - قــش فــي عيــون موسـى - مغارة المنجنيز - جنرال سيدنا - والجميل فيها أنها واقعية المصدر، صاغ حبكتها السردية الكاتب الكبير والروائي ، أستاذ/ أحمد عبده.
في ختام مقالتي حول أ. أحمد عبده أدعوكم لقراءة إقتباسين من قديم ما ألف . وأظنه ألف لقديم من يقرأ وجديد من يقرأ وإلى من سوف يقرأ .
الإقتباسات :
صورة الجندي الذي إنهزم في 67.. هو الجندي الذي إنتصر في 73 ...
ـــــــــــــــــ مقطع من قصة " الوليمة" ــــــــــــــــ
......... شواربنا غليظة, كأنها قِطع من الحلفاء التي تنبت على جرف الجبانات, ولنا أنياب مدربة على تقطيع الثعابين والسحالي وتمزيق الفئران الجبلية.
نلوك الزلط تحت ألسنتنا حينما نعطش, و نبحث عن الحيَّات والسحالي عندما نجوع!
لم أذكر أنني رأيت بشرة ناعمة لواحــد منا؛ فأصداغنا مثل الإسفلت الخشن.
وحينما تتمزق جلودنا من مسامير الأسلاك الشائكـــة, لم يكن الواحد منا يشعر بأي ألــم, فجلودنا ميتة مثل خُــف الجمـــل, نفتح الثغرة في تلك الأسلاك بأيدينا وأسناننا, إذا لم تكن معنا مقصات!
لنا ست سنوات , مابين جبال اليمن وصحراء سيناء.
لو كانوا يريدون قياس قدرتنا على التحمل, فهم نجحوا في ذلك, فقد حــط على وجوهنا ذباب سيناء كلـه وما تململنا.
ولو أن ثعابين وعقارب سيناء دخلت بين ملابسنا, ما فزعنا ولا جزعنا منهــا, فنحن مدربون على تشريح أجسادنا بشفرات الحلاقة عندما يعضنا ثعبان أو يقرصنا عقــرب!......................
من كتاب ( شاهد على الغيب) تحت الطبع منذ عشرين سنة!!!!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجون من زلزال تركيا وسوريا تجاوزوا معجزة أكثم بمراحل.
.....وماذا نقول فى" أكثم "؟ ذلك المنكوب الذى سقط عليه برج فى زلزال أكتوبر 1992 فى مصر الجديدة بالقاهرة, هذا الشاب الذى قامت القيامة عليه وحده, ذلك الذى مات وعاد إلى الحياة مرة أخرى!, ظل " أكثم " تحت أنقاض عشرة أدوار ثلاثة أيام, بلا طعام ولا شراب ولا ضوء ولا بصيص ضوء ولا بصيص أمل ولا صوت ولا هواء, أنشأ له القدر " أثناء الهدم " بيتاً, الهدم العشوائى ترك له فراغا مرسوما بإتقان, كانت ظلمة فى بطن ظلمة فى جوف ظلام, ولكن ياترى ماذا كان يدور فى عقل أكثم؟ لم يكن مجرد سقوط عمارة, لابد أنها القيامة, كل آيات القيامة والعذاب فى القرآن, وما سمعه عن ظلمة القبر على الشاشة معروضة أمام عينيه, وهل ما هو فيه وما حدث له سوى هول من أهوال القيامة؟, وحينما نظر إلى نفسه وهو تحت الرُكام ووجد نفسه حياً, حينئذٍ ثبت فى فكره وعلى وجه اليقين أنه الآن يُحاسب " ها أنذا أقبع الآن فى قبر, ربما يأتى منكر ونكير بعد قليل , ليتنى أرجع فأعمل صالحاً "