لهذه الأسباب إفتعلت فاغنر وبوتين الخلاف بينهما_مجلة أنا مصري
مجلة انا مصرى مجلة انا مصرى

آخر المواضيع

جاري التحميل ...

لهذه الأسباب إفتعلت فاغنر وبوتين الخلاف بينهما_مجلة أنا مصري

 

مقالة لزهر دخان

لهذه الأسباب إفتعلت فاغنر وبوتين الخلاف بينهما


أسئلة كثيرة كانت غير موجودة قبل أن تطرح نفسها على كل ذو علم في هذا العالم . موجهة إلى  أصحاب الإختصاص في الشأن الروسي ، سيما منه المتعلق بعلاقة الرئيس فلادمير بوتين،  مع من هم تحت إمرته من القادة الروس. ومن هم تحت رحمته من قادة الدول والكيانات الموالية للإتحاد الروسي،  مُمثلاً في سلطاته الممثلة في بوتين .الرجل الذي طالما ترجل من قطار يُفكر فيه كثيرون من أصحاب الفكر الدمقراطي ، ليفكر بحرية بفكر سوفياتي إستخبراتي لأجل أن تتكلم الأرض الروسية ولو بلكنة وبدون طلاقة .

من بين الأسئلة الجديدة في الشأن الروسي سؤال هذه المقالة ويدُور حول الإنقلاب الذي نفذته فاغنر يوم أول أمس وخلال الأسبوع الماضي ضد القيادة الروسية . ويقول السُؤال : هل الخلاف بين بوتين وقادة فاغنر موجود فعلاً ،أو هو لعبة تغطية على غاية أخرى مشتركة في أنفس الرُوس كل الرُوس وهم في حالة وحدة وليسوا على خلاف .؟؟

إن أسباب لجُوء الروس بما فيهم فاغنر للتغطية على ما يقومون به في العالم من خبث وخبائث عسكرية . هي أسباب كثيرة ومتعددة تتعلق في أغلبها بخطط التسلح بالسلاح الروسي خارج حدود روسيا . بمعنى أن فاغنر لعبت مع بوتن لعبة تمويه ضد بلاروسيا مثلاً .. وقد قام بوتين بإرسال قنابل نووية تكتيكية إلى بلاروس ،وأرسل بعدها رئيس ومدير فاغنر يفغيني بروغوجين لنفس البلاد من ما يفسر وجود علاقة ما بين الطباخ والقنبلة . وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا التكتيك قد يكون ليس صدفة ، وربما تكون فاغنر ممثلة في قيادتها هي أيضاً قنابل موقوتة صُدِرَت من روسيا إلى بلاروسيا. ثم إلى باقي أرجاء الخارطة الموالية لرُوسيا والتابعة لها كلاً حسب حاجته للسلاح الروسي قديماً ومستقبلاً.

لا يعني ما نقوله أن فاغنر لم تخطأ . ولم تتسبب لبوتن في الحرج ولروسيا في الرعب والفوضى . وهذا بتفكير أخر ولكن لا أظن أن فاغنر عاجزة عن الدفاع عن نفسها بأساليب أخرى غير العسكرة والتمرد العسكري . قائد فاغنر قال أنه حرك عسكره ضد بوتين ليوقف قراراً بحل مجموعته . يعني هذا أنه قد إنتحر من أجل أن يبقى على قيد الحياة .

فاغنر واجهت فعلاً قرار حلها ، وهو قرار لم يفهمه حتى من واجهها ببياناته وتصريحاته ، وهو بوتن الرجل الذي إثطر مرة أخرى للبحث عن ماء وجهه المتجمد لأن روسيا تتجمد فيها المياه كلها ولو كانت نابعة من وجه ثعلب .

فاغنر حقنت الدماء بوساطة من بيلاروسيا هذا ما تم ترويجه والإعتماد على كونه حقيقة. بينما الحقيقة هي أن بلاروسيا إستلمت السلاح النووي بما فيه فاغنر .التي أصبحت ممثلة في قائدها تعيش في روسيا البيضاء . ولو كان السيد يفغيني بروغوجين يبحث عن نصر ومجد وخلاص من بوتين لكانت بلاد يوكاتشينكو هي وطنه الألف وليس الثاني . إذاً الخلاصة تقول أن القضية لم تكن إلا مناورة سياسية عسكرية لإعادة نشر وإنتشار المسلحين الروس وتزويدهم بأسلحة نووية وغير نووية .

في باقي هجومه اللفظي على فاغنر ، واصل بوتين سياسته الترحيبية بعناصرها سيما منهم الذين وصفهم بالأبطال الذين سيستفيدون بعقود قتالية أو تجنيدية مع وزارة الدفاع التي ستعتني بهم وتجندهم خارج نطاق تغطية قائدهم الرئيسي يفغيني بروغوجين .

الأذكياء في هذا العالم يعرفون أن فاغنر تقاتل بالوكالة بالنيابة عن روسيا . وهي نفس الجماعة الإرهابية إذا قورنت بتنظيم الدولة داعش،  أوالقاعدة وعندما أصبحت روسيا وجهاً لوجه تتحارب مع التنظيمات المسلحة في سوريا. وجدت نفسها في حاجة لتقزيم الإرهابيين ، فبدلت قيادتهم من تلك الأسماء العربية ومنها النصرة إلى مجموعة فاغنر .هذا بالطبع على مستوى القيادة والدعم المالي والعسكري وليس على مستوى السياسة والجيوسياسة . ومن يدري ربما كان يفغيني بروغوجين هو من ظهر في تسجيلات نسبت زورا للظواهري ...

عموما إنتهت الأزمة الروسية ، ولا يد للغرب فيها حسب تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن . وهي الأزمة التي بدأت بسرعة لتنتهي بسرعة .وأظهرت فيها روسيا تماسكاً كبيراً قال عنه  بوتين( المجتمع أظهر وحدة عميقة وتم إثبات الموقف بالدفاع عن الدستور والنظام) بينما قال الوزير بلينكن إن الإرتباك والفوضى رصدته الأقمار الصناعية الأمريكية أثناء مراقبتها لتحركات فاغنر الأخيرة.

وفي خطابه الأخير لهذا اليوم قال بوتين: (كنا سنقضي على الانقلاب في كافة الأحوال) وهذا معناه أنه كان سيفتح النار على صدور وظهور أبطاله السابقين . رغم أنه يعرف أنهم مأمورون ، ولا قبل لهم بعصيان أوامر القيادة . والحق هنا يجب أن يقال لقد كان بوتين في وضع لا أظن أن العقلاء حسدوه عليه . ولكن حتماً كان الجبناء حوله وهم حتماً سبب نبرته المشبعة بصوت الخيانة المضادة للخيانة . وحتماً كانوا له حاسدين ، ولكن صبر ولم يقاتل عسكراً نفذوا أوامر قائدهم . ولم يقبلوا عرضه وتمسكوا بأسلحتهم الموجهة إلى قلب موسكو وروستوف .

وإذا كان الجندي عبداً مأموراً فإن قائده متمرداً عن الأمر بوتين، ولذا قال بوتين: (منظمو الانقلاب خانوا الوطن والشعب وأعمالهم كانت ستؤدي لتقسيم المجتمع)

وهذا الموضوع أيضاً فيه بعض المرابط لبعض الجياد ، فمثلاً لنقل أن فاغنر مثلاً أصبحت مستعصية عن الإحتواء، وأصبحت تغري أخرون في روسيا ليصبحوا مثلها. ولذا قرر بوتين تفكيكها ، سيما أن قائدها طمع في إعتلاء سدة حكم روسية سياسياً تجعلهُ أقرب الناس إلى بوتين . الأمر الذي تحركت وزارة الدفاع لترفضه وتنهيه وتقطع الطريق عليه . أيضاً رأت الوزارة أنه من الضروري عزل يفغيني بروغوجين ، ومباشرة قيادة المجموعة بشخص أخر.وهو الأمر الذي رفضته فاغنر بالتمرد.

وجاء في خطاب بوتين اليوم ما حاول به شرح الذي حدث وكأنه ليس من تدابيره الإحترازية لإحكام سيطرته على الروس الذين يقودهم . وهم لا يعلمون أنه يسطير عليهم بصعوبة لا توصف لأسباب كثيرة أبرزها أنه شخص دكتاتوري قلباً وقالباً. بينما هم في روسيا الإتحادية البلاد الدمقراطية قالباً وقلباً .. وفي خطابه قال بوتين: (سفك الدماء بين الأشقاء ما كان النازيون في كييف يريدونه حتى تفشل روسيا في مسارها) وهذا طبيعي وصحيح لأن الحرب بين الروس تخفف وطأة وشدة المعركة في أوكرانيا. ومن الطبيعي أيضاً أن يحذر منه بوتين .

وأخيراً وصل بوتين في خطابه إلى الأهم .وهو الأمر الذي تم من أجله إفتعال أزمة فاغنر في الداخل الروسي . وهو مصير فاغنر ومنتسبيه من المقاتلين الذين قال عنهم بوتين .

فيما يلي بعض من خطاب بوتين الأخير( وكان بوتين في حاجة للأحكام العرفية  ليعين سراً بعض القادة من فاغنر على رأس تنظيماته الإرهابية خارج روسيا )

بوتين: عناصر "فاغنر" هم أيضا كانوا وطنيين وحرروا أراضي تابعة للوطن

بوتين: معظم مقاتلي "فاغنر" وطنيين وقد تم تضليلهم

بوتين: أشكر مقاتلي وقيادات "فاغنر" على قرار حقن الدماء ولديهم اليوم فرصة للتعاقد مع وزارة الدفاع

بوتين دعا مقاتلي "فاغنر" للتعاقد مع وزارة الدفاع أو العودة لبيوتهم أو المغادرة إلى بيلاروس

بوتين يؤكد أن تعهده لمقاتلي "فاغنر" سوف يتحقق

وبهذا تمكنت روسيا بوتين من الخلاص من فاغنر بدقة. وأصبحت فاغنر ليست طباخة بوتين ، ولكنها ستواصل الطهي طالما لاتزال الأرض جائعة . وتشتهي وجبات السلاح برائحة ونكهة الحرب القادمة من الشرق.

التعليقات



انا مصري

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مجلة انا مصرى

2020