الجامع... الجزء الثانى_مجلة انا مصري
مجلة انا مصرى مجلة انا مصرى

آخر المواضيع

جاري التحميل ...

الجامع... الجزء الثانى_مجلة انا مصري

الجامع... الجزء الثانى_مجلة انا مصري

 

تاليف امجد عبد الرحيم



قبل خطوتبن من المقهى

 سمعت ضجيج ورأيت أزدحام

 وشد وجذب وتداخل للأصوات يهز سكون الليل 

وما هى الا لحظات حتى أنفتحت كل شرفات المنازل القريبة. وكاد الليل يتحول الى نهار صاخب 

أو هو بالفعل تحول الى نهار صاخب

..لا يوجد شئ هادئ فى هذا المكان ألا صديقى الصامت دائما

وأقترحت علية أن نقترب لنرى ما الذى يجرى وبالطبع وافقنى أو هكذا بدا لى

 لأننا نخطو سويا خطوة بخطوة ..أقتربنا بالفعل من هذا التجمع الصاخب .واذا بمجموعة من الناس ملتفون 

حول رجل شرطة يمسك بأحد اللصوص

 تغرق الدماء وجهة

 البعض يحاول ضرب اللص والبعض الأخر يكيل لة السباب

..وبعض الناس يحاولون منع الضرب عن اللص ويحثون رجل الشرطة على تركة بحجة أنة قد نال جزائة وأكثر

 وأنة قد نال درس لن ينساة أبدا

 وأن ما نالة كفيل بأن يجعلة يعرف طريق التوبة ويمشى على صراط مستقيم.

والبعض الأخر بقول إن تركناة فلسوف يعود الى السرقة فورا

 .إن قطع يد السارق هى العلاج الوحيد لة وحتى يكون عبرة لغيرة .

كل هذا وأنا وصديقي مجرد متفرجين فقط

وبين هؤلاء وهؤلاء وبين الشد والجذب وتداخل الأصوات يخرج اللص شيئا من فمة ويضرب بة رجل الشرطة فى يدة وينجح فى الإفلات من يد رجل الشرطة ويلوز بالفرار يتبعة رجل الشرطة

وتقع مطاردة ببنهما يشاهدها الجميع دون تدخل من أحد 

..ألا انا قد أخذتنى الشهامة وأسرعت خلفهما لمساعدة رجل الشرطة ولأنى رياضى أوشكت أن أمسك باللص بعد أن تركت رجل الشرطة خلفى

 لولا سيارة مجنونة أتت من بعيد

 وكادت أن تطيح بي من الدنيا

 وكأنها على أتفاق مع اللص

 .لولا يد أمتدت وجذبتنى من على أعتاب العالم الأحر .

.أنها يد صديقى الحميم.

جذبتنى بقوة من تحت عجلات العربة لتلقى بي على الأرض بعيدا عن آيدى الموت .

وقفت وقمت بإزاحة التراب عن ملابسى

ولم أجد ما أعبر بة عن أمتنانى وشكرى لصديقى إلا بإحتضانة ..

فى الوقت الذى ما زال النقاش الحاد يحتدم ببن الجميع .. بين المطالبين بأشد العقاب للص وبين المتعاطفين. 

تاركين رجل الشرطة يؤدى عملة فى مطاردة اللص 

دون تقديم يد المساعدة لة

 رغم أنة مصاب إصابة بليغة فى زراعة ..

تركت الجميع ورائي وخطوت تلك الخطوات التى تفصلنى عن المقهى ..

دخلت المقهى وجلست فى مكان هادئ

 فى أحد أركان المقهى 

بناءا على إشارة من منقذى


يالة من مكان رائع هذا الذى إختارة صديقى لنجلس فية …

 لا أنة مكان عبقرى .ففى هذا الركن من المقهى تستطيع أن ترى المقهى بمن فية وما فية

ولا يستطيع أحد أن يراك.

ولذلك تأخر علينا كثيرا عامل المقهى .

فقد قمت بالنداء علية كثيرا 

عندما كان يمر أمامنا كان يلتفت إلينا أو إلى مصدر الصوت ثم يكمل طريقة وكأنة كان يتجاهلها أو أنة لا يرانا

وقبل أن أنادى عامل المقهى وفور جلوسنا فى الركن الهادئ من المقهى أخرجت ما معى من الطعام ووضعتة أمامنا .وقلت لصديقى فلتتناول معى الطعام 

فرفض آلححت علية أن يأكل

 ولو قليلا فرفض آلححت علية كثير

 ولكن بلا جدوى

كان يرفض بنظرة فقط من عينية نظرة غاية فى الغرابة أغرب طريقة رفض قابلتها فى حياتى

حتى أننى لا استطيع وصفها.

وبنفس الطريقة الغريبة جاء إلينا عامل المقهى فلم يحتاج ألا لنظرة واحدة فقط من صديقى كى يأتى إلينا قائلا أوامر الباشا تشرب أية حضرتك

أجبتة وأنا فى قمة الدهشة ..شاى.

وكأنك عامل المقهى لم يرى أحدا بجوارى..

وبالطبع سألت صديقى لما لم يطلب شيئا ليشربة

ولا أذكر بما أجابني

وقبل أن يأتى الشاى لاحظت ثلاثة أشخاص جالسون بالقرب منا 

يتهامسون فيما بينهم بطريقة تلفت الأنتباة وتثير الريبة فأخذني الفضول ورحت أسترق السمع ولكن بلا جدوى فقد كان صوتهم منخفض للغاية .

لاحظ صديقى محاولاتى إستراق السمع وأهتمامى بهؤلاء الأشخاص الثلاثة

 وبحديثهم الهامس .

.فرمقنى بنظرة سريعة ونظر لهؤلاء المتهامسون. 

فجأة بدئت أسمع همسهم بوضوح شديد وكأنى أجلس بينهم .. وهالني ما سمعت.

أنهم تجار أثار أنتهوا أو كادوا أن ينتهوا من الأتفاق على بيع أحدى القطع الأثرية.

وأصيبت بحالة من الذهول بل كدت أفقد الوعى وأنا أستمع للقيمة المادية التى ستباع بها القطعة الأثرية.فقد كانت بعشرات الملايين من الدولارات.

جال بخاطرى عاملى البناء ورجل الشرطة وهذا الجرسون عامل المقهى وأنا.

وما الذي يمكننا أن نجنية من عملنا طوال حياتنا..ربما لن يصل لثمن أحد أصابع القطعة الأثرية وربما ما هو أقل من أصبع.

بدء الثلاثة فى الأستعداد للأنصراف بعد أن أنفقوا على بيع جزء من مصر وتاريخها.

تابعنتهم حتى غابوا عن ناظرى

ورحت أفكر كم من كنوز مصر سرقت وبيعت

حاولت جذب أطراف الحديث مع هذا الصامت دائما ..

تكلمت كثيرا عن أثار مصر المسروقه

والموجودة فى كل متاحف العالم


وتلك التى تسرق الأن أمام أعيننا..

ربما لو تكلم أبو الهول يتكلم صديقى…

كانت حالتى المزاجية وحماستى تجاة تجار

الأثار كبيرة جد حاولت إمساك لجام لسانى لكنى لم أستطع وبالطبع بلا جدوى.

 أنة يستمع فقط دون أن ينطق بكلمة واحدة وكأن الأمر كلة لا يعنية بل بدا لى أن لا شئ مما بدور حولنا يعنية

والحق عندما راجعت نفسي وجدت أنة معة كل الحق فالأمر لا يعنينى انا ايضا فما الذى يمكننى

فعلة.. لا شئ..

ولا أدرى كيف نهضنا سويأ فى نفس الوقت وكأننا قررنا الرحيل فجأة سويأ أو كأننا أتفقنا على ترك المقهى لا أدرى ..غير أننا نهضنا فى نفس الوقت ربما توارد أفكار..

دفعت ثمن كوب الشاى وأكثر.

وبدئت رحلتنا التى بلا صوب وبلا هدف من جديد. وما هى ألا خطوات قليلة حتى صدح نداء الحق. اللة أكبر..

ما هذا آذان الفجر..

كيف مضي بي كل هذا الوقت دون أن أشعر..

مشيت أنا وصديقى تجاة مسجد قريب

خطونا معا تلك الخطوات ودخلت الجامع..

توضأت وصليت ركعتى سنة الفجر.

وجلست فى إنتظار أقامة الصلاة وأستغرقت فى التسبيح حتى أقيمت الصلاة.

وقفت فى الصف الثانى بجوار عاملى البناء ورجل الشرطة بينما فى الصف الأول. خلف

الأمام

صاحب البيت واللص وتاجر الأثار ..لم أنتبة إن كان صديقى فى الصف الأول أو الثانى.


وفور أنقضاء الصلاة نظرت فى كل أرجاء وزوايا الجامع وتجولت بعينى فى وجوة الجالسين والواقفين بحثا عنة فلم أجدة ولم أراة

قمت من مكانى بحثت عنة فى كل ركن من الأركان لكن بلا جدوى. هل خرج من المسجد ولكن كيف وبهذه السرعة .لا يعقل أن يكون قد خرج من الجامع فور إنتهاء الصلاة.

خرجت من الجامع نظرت فى كل الأتجاهات علة يكون قد خرج وينتظرنى لم أجد أحد فى إنتظار أحد وقفت منظرا ربما يكون ما زال داخل الجامع .خرج الجميع وتم إغلاق الجامع

فمشيت فى طريق البيت فلا يوجد مكان أخر أذهب إلية فى هذا الوقت وها هو الصبح يطرق أبواب العالم وفى طريقى طاردتنى أسئلة كثيرة بلا أجوبة ترى أن كان هذا الغريب قد خرج من الجامع قبلى فلما لم ينتظرنى وكيف خرج

والسؤال الأهم هل دخل الجامع أصلا….

لكن لا فقد كان بجوارى تماما عند باب الجامع.

نعم كان بجوارى..ما أسمة ؟

انا لا أذكر أسمة فهل أخبرنى عن أسمة.أنا متأكد. أنى سألتة عن أسمة

بل أنا أيضا لا أتذكر صوتة فهل بادرنى بالحديث هل تبادلنا الكلام. لا أذكر هذا أيضا

ولكنى تذكرت شيئا غريب بل غاية فى الغرابة بل الأغرب أنتى لم أنتبة لهذا فى وقتة..فلا صاحب المخبز ولا الجرسون لفت أتباعهم وجود شخص آخر معى . لا هم نظروا تجاهة ولا وجهوا لهم أى حديث. وكأنة لا وجود لة .

.وصلت البيت صعدت السلم وحدث نفس الشئ بينى وبين المفتاح. والباب الذى فتح. بعد معاناة .

دخلت شقتى وجلست على أقرب.شئ يصلح. للجلوس علية

لا لم أجلس بل سقطت..من شدة التعب.

صمت برهة قصيرة رحت أحدق فى لا شئ أو ربما غفوت قليلا..أفقت وتسائلت بينى وبين نفسي 

فيما كنت أقول وعن ماذا كنت أبحث

أنا كنت أبحث عن شئ

..ترى ما هو…..

... أنتهت…..

التعليقات



انا مصري

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مجلة انا مصرى

2020