الإنقلاب الأخطر على مستقبل إفريقيا_مجلة أنا مصري
مجلة انا مصرى مجلة انا مصرى

آخر المواضيع

جاري التحميل ...

الإنقلاب الأخطر على مستقبل إفريقيا_مجلة أنا مصري

 

مقالة لزهر دخان

الإنقلاب  الأخطر على مستقبل إفريقيا


الموت لمحمد بازوم الرئيس المخلوع بإنقلاب لا غبار عليه . الموت له هو أفضل حل وأفضل رد على فرنسا . الدولة  التي باتت بوجه لا ماء فيه منذ أطفأ العسكر في النيجر أنوار مدنها المشتعلة بيورانيوم صحاري النيجر، وتركوها مثطرة للدفاع عن رجل واحد بالتضحية بمصالح شعوب قارة بأكملها إسمها إفريقيا ..

السؤال الأول والأخير في هذه المقالة هو : لماذا لا تتوصل العقلية الفرنسية إلى الحل الوحيد والأمثل لأزمة النيجر ،وهو أن تستخدم الحياد في التعامل معها . والإجابات على السؤال اليتيم كثيرة . أبرزها هو كون فرنسا ليست في وضع عقلي مناسب لتستنبط أنها تدمر وبوتيرة سريعة كل ما صنعته مع مستعمراتها السابقة من سلام ودبلوماسية محايدة ليس فيها من الإستعمار إلا ما خفيا. ويبدو هذه المرة أن الذي خفيا في أزمة النيجر أمر جلل ،ومصائب كبيرة وربما مخططات حرب وإستعمار ستنفذ قريباً .

إن التمسك بشرعية محمد بازوم أمر طيب وذو مردود حسن يناسب شعب النيجر وعسكره على حد السواء. ولا يناسب فرنسا وأوروبا ،والسبب هو كون بازوم منتخب إختاره شعبه. وهنا يبرز الدور الخفي لفرنسا في الأزمة. ولا يشك حر في كون فرنسا هي مهندسة الإنقلاب بدليل الشر والضغينة التي يعامل بها بازوم في حبسه وعائلته ..إنه منذ أيام بدون ماء وكهرباء وتواصل بشري ورعاية صحية وتحت الإقامة الجبرية .

وفي الوقت نفسه يتسائل الغربيون عن الذي يحدث لهُ، وقد عبر الإتحاد الأوروبي هذا  الجمعة عن قلقه  إزاء ظروف إعتقال محمد بازوم  .

تشير التحركات الإفريقية برعاية فرنسية إلى أن الحرب ستبدأ في منطقة الساحل والصحراء في الأيام القليلة القادمة . وسيتورط فيها الكثير من الأفارقة بحجة إعادة بازوم للكرسي . بمعنى أن إفريقيا  رافضة للإنقلابات ، وكأني بها قد تحضرت فعلاً وتطورت إلى حد أنها ستعالج *دقة الشوكة * بعملية قيصرية . والله أعلم متى تخرج إفريقيا من غرفة الإنعاش والعمليات إذا دخلتها بسبب تحرر النيجر من تبعية عرجاء لفرنسا . التي أخطأت حتى في رعاية سلطتها ورئاستها وعلاقة الشعب بالدولة ، وتخلفت دمقراطياً منذ أصبحت القيادة فيها لعبة بين أيادي الشباب من نوع ماكرون، والنساء من شبيهات ماري لوبان ..ولن تربح لغة إلى الأمام في إعادة كل العالم إلى الوراء إرضاءً لرغبة الماكرونية ..

من جهته قال الإتحاد الإفريقي  في أخر تصريحاته على لسان المفوض العام  فقي محمد مؤداً  "دعمه الحازم لقرارات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا" التي قررت الخميس تفعيل "قوة إحتياطية" من المحتمل أن تستخدم لإستعادة النظام الدستوري في النيجر.

الخلاصة والإجابة على سؤال المقالة تقول أنه فعلاً ومن الأحسن والضروري إعادة السلطة الدمقراطية إلى النيجر بسرعة ولو بالقوة . هذا الرأي يسلم ويصدق إذا سلم وصدق قرار المتدخلين في الشأن الداخلي النيجري بنية حسنة . ولكن لا أظن أن النوايا الحسنة تبرهن عنها الحروب ، إذا إن الحرب القادمة في جنوب شمال إفريقيا هي حرب لأجل  محمد بازوم وحده ولصالح فرنسا والغرب وحده وضد الشعب  الذي إنتخب رئيسه بحرية وتحرر  عام 2021  .

كذلك هذه الحرب  هي ألية لنقل جزء من الأزمة الأوكرانية من شرق أوروبا إلى جنوب شمال إفريقيا .وهذا ما تتفهمه روسيا من خلال ردها عليه  بقولها((أي تدخل عسكري في النيجر "سيزعزع الإستقرار بقوة" في المنطقة، وذلك غداة إعلان قادة دول غرب أفريقيا عزمهم على إرسال قوة عسكرية لإعادة بازوم إلى السلطة))

وتتوقع فرنسا أن تبلع روسيا الطعم وتتدخل عسكرياً في النيجر لدعم الإنقلابيين. كما فعلت مع الأسد في سوريا . سيما بعدما تم التظاهر علناً ونسب التحرك العسكري في النيجر إلى الراية الروسية التي رفعت بتخطيط من الطرف الفرنسي كي تسيل لعاب روسيا وتضن أن المجد في إفريقيا ينتظرها .

وكانت صلاة الألاف اليوم الجمعة في مسجد القذافي خطوة أخرى لتوريط روسيا في لعبة الدفاع عن عسكر النيجر . ولك أن تتسائل أي مخابرات هي التي علمت شعب النيجر حمل الرايات الوطنية الروسية، سيما في صلاة الجمعة بمسجد القذافي .الذي كان يحمل شعار إلى الأمام والكفاح الثوري مستمر. وهو نفس الشعار الذي تبناه ماكرون وجعله شعار حزبه وإسم حركته الجديدة منذ صار منتخباً يرأس دولة نصف شعبها يحبه جداً، ونصفه الأخر مستعد لإحراق الوطن إذا حكمه ماكرون.

ومن أراء روسيا الفطنة للفخ الفرنسي هذا الرد الحيادي :((نعتقد أن حلاً عسكرياً للأزمة في النيجر يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد في هذا البلد الأفريقي وإلى زعزعة حادّة للإستقرار في منطقة الصحراء والساحل بأسرها.))

بينما تنفرد الولايات المتحدة بالمحادثات الهاتفية مع بازوم منذ أزاحه العسكر عن السلطة . وتشير أحدث المعلومات أن الوزير بلينكن إتصل ببازوم هاتفياً أكثر من عشرة مرات منذ خلعه . وفي هذا الصدد قال بلينكنL(لدينا قلق عميق عليه، على أسرته، على أمنه ورفاهيته"، مضيفاً "أوضحنا للقادة العسكريين أننا سنحملهم المسؤولية عن سلامته"))

التعليقات



انا مصري

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مجلة انا مصرى

2020