كتب لزهر دخان
تبكي الكلمات وفي نفس الوقت تزغرد فوق حروفها النقاط والحركات . تحزن بيوت الشعر وتبتسم جراء حزنها قوافيها العنادية الحماسية . التي لا تموت إلا راضية على النفس، ولا تُجْرَحُ قَبلَ أن تَجْرَحَ . وأي الجراح تلك التي يُخلفها نصر لعربي في كل الجسم الشركي الصهيوني الخبيث .
ينتفض الحديث إماناً وإقتداراً من عمالقة منابره . فينشدون شِعراً غير يائيسن من صدق وجود الخيبرية في المستقبل . فخيبر هذه يا يهود قد أعَادها الله على أبطالهِ بإسم طوفان الأقصى ، وإذا لم يُعجبكم الأمر يَكفكم موتكم في خيبر الأولى ..
لا بأس من الإستمرارية فواصلت القرائح النظم والإرتجال. ووضعت للمعركة والمرحلة قصائدها في الحال. وتشعبت الأراء بالرأي والمقال . وجئتُ بنفسي كعادة نفسي بأبيات القصيدة . والقصيدة عندما تكون فلسطينية ليس علينا كتابتها وإنّْ كنا فاعلين . لأننا على دراية تامة بكوننا قراء فقط ..
يطيب لي أن أترحم على أرواح الشهداء في غزة . القدماء قبل الجدد والقادمين قبل الحاليين . ويطيب للقصيدة أن تقرأ في زمن الطوفان بقلمي أنا الشاعر لزهر دخان:
النص بعنوان: في زمن الطوفان
بَعْدَ البَيعَةِ إنَّا يَا فلسْطِينَ لَهَا
وَلَكِ أنّ تَنْزَعِي مِنْ نُفُوسِنَا الهَوَانَا
إِذَا رَأيتِ كَانَتْ فِي القَبْضَةِ حِجَارَة
وَإذَا أتْخَنْتِ كَانَتْ الغَزّوَة طُوفَانَا
فَلتَرِيهَا قِيَامَةً فِي عِزّ الحَيَاةِ
بِالثَبَاتِ وَلَكِ الصَبرُ وَالسِلْوَانَا
أسْطُورَةُ المَدَائِنِ فِي وَعْدِ صَبّْرِهَا
وَسَل فَلَنْ تَجِدَ كَمِثلِ صُمُودٍ لِغَزّانَا
إنَّ غزّة تَنْتَفِض ، وَأرْضُ عَارٍ تَعْتَرِضُ
كَأَنَّ إِعْتِرَاضَهَا كَانَ قَدّ أَفْنَانَا
صَدَقَ لِلهِ شَجَرٌ وَمَا للهِ لَا يُهَوَّدُ
شَجَرُ فِلسْطِين وَالعُرُوبَة أغْصَانَا
دَرّبٌ دَبَّرَ الرَّبُ بَرَكَاتَهُ بِحَدّ الحَجَرِ
فَالصَارُوخُ وَالَقَسَامُ عُنْوَانَا
هَكَذَا تَتَقَدَسُ تَدَابِيرُ اللهِ ثَورَة
حَاشَاهَا وَكَلَا أَنّ تَكُونَ بُهْتَانَا
أتيأسُ وَاليَاسِينُ يَتَزَعَمُ رُوحَهَا ؟!!
وَهَل يَيَأسُ مَن هَمّهُ ذَبحُ القُطعَانَا؟!!
سَلّ العَالَمِينَ عَن مَهْدٍ لأهَمِ هَبّةٍ
أرّضٍ تَهْدَأُ جَنَّة وَتَثُورُ بُرّكَانَا
هِيَّ غَزَّة التِي أحْرَقَتْ غِلافَهَا
ولَمّ تُغْرِهَا بَعَدَ الأخْضَرِ الألْوَانَا
فِي فِلسْطِين ثَبَاتٌ دُونَ شَتَاة
لَيسَ يُغْنِيهَا عَنْهَا كَوناً أو أَوطَانَا
فِي عِلمِ اليَقِينِ لَا عَلَمَهَا الغَيبُ
هِيَّ وَطَنِية وَالخُرَافَاتُ إِسْتِيطَانَا
طَابَ فِي الأقصَى إِسْلَامٌ فَتَحَمَسّنَا
وَنَهَانَا الأقْصَى بِشِدّةٍ عَنْ هَوَانَا
تَأتِي أَيَام السَّعْد عَلَى مَهْلِهَا
وَلَا يَسْبقُ السَّعْدُ إلَّا الإمْتِحَانَا
وسَعْدُ فِلسطِينَ لَيسَ أكثَرُ مِن قُدّسِهَا
العَاصِمَة وَلَا قُدّسُ لِلصَلِبيينَا