الرسول الكريم مع زوجاته
يرصدها لكم خلف الله العيساوي
أسمحوا لي عزيزي القارئ عزيزتي القارئه
أن ناخذكم في رحله سريعه عبر هذه السطور إلي بيت النبوه الشريف ونكشف العديد من المشاهد التي تؤكد أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان نهرا من الحب و جذوة من العاطفه المشتعله مع زوجاته رضي الله عنهم أجمعين ولم يكن قاس القلب أو متحجر العاطفه نحو المراه كما وصفه شيوخ التشدد والفكر الوهابي .
ونذهب سريعا لاحدي جلسات الرسول الكريم مع أصحابه الكرام وهو يسالهم : ما أحب الاشياء اليكم ؟
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ( أحب وقوفي بين يديك والنظر اليك وأنفاق مالي عليك) .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أحب الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه ( أحب افشاء السلام و أطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام ) .
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ( أحب أكرام الضيف وصيام الصيف وضرب أعناق المشركين بالسيف ) .
وعندئذ قال المصطفي صلي الله عليه وسلم (حبب الئ من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاه )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولنا أن نتامل لفظ ( حبب لي فهو بخلاف أحب ) من دنياكم تري من الذي حبب اليه هذه الاشياء أليس هو الله عز وجل وربما ينكر البعض من هذا الحديث حب الرسول للنساء وكأنهم أستكثروا عليه الحديث عن الحب وخاصة حب زوجاته الطاهرين لهذا سناخذكم إلي السيده خديجه بنت خويلد زوجته الاولي التي كثيرا ما تحدث عنها بعاطفة الابن الذي يقدر ويجل أمه التي غمرته بالدفء والحنان (وليس بعاطفة الزوج ) وعندما سمعته السيده عائشه بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها يتحدث عن السيده خديجه فأصابتها من حديث الرسول الكريم الغيره وقالت له ( ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر أبدلك الله خيرا منها )
فقال صلي الله عليه وسلم والغضب يكسو وجهه الشريف لا والله ما أبدلني الله خيرا منها فقد أمنت بي حين كفر الناس وصدقتني حين كذبني الناس وواستني بمالها حين حرمني الناس ورزقني الله منها الولد دون غيرها ) .
أنه الوفاء والتقدير وأذا تاملنا هذا الحديث فنجد العاطفه التي يتحدث بها الرسول صلي الله عليه وسلم ليس بعاطفة رجل نحو زوجته رغم أنها أول سيده وأول زوجه في حياته عرف معها متعة أنفراد الرجل بزوجته وكونها تكبره بأكثر من ١٥ سنه حيث كانت عوضا له عن والدته وقد كانت تعرف رضي الله عنها ما يحتاجه الشاب ( أذ سبق لها الزواج مرتين من قبله ) .
فمنحته كل شئ ولم تبخل عليه .
وكان صلي الله عليه وسلم أذا ما ذبح شاه بعد وفاتها يقول ( أرسلوا إلي أصدقاء خديجه )
فسالته السيده عائشه : لماذا ؟
فاجابها : لاني أحب من يحبها .
وننتقل إلي السيده عائشه بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها وهي الزوجه الوحيده التي لم يخف الرسول عشقه لها حيث كانت العذراء الوحيده التي تزوجها صلي ألله عليه وسلم فكل زيجاته قبلها وبعدها ثيبات مما زاد من قدرها عنده فعندما قال المصطفي صلوات ربي وتسليماته عليه ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا ثلاث مريم إبنة عمران وآسيه زوج فرعون وخديجه بنت خويلد زوج محمد ) فسالته السيده عائشه : وأين عائشه؟
فقال لها أجبارا لخاطرها : أن فضل عائشه علي النساء كفضل الثريد علي بقية الطعام ) .
وفي لحظة صفاء وأنفراد تحدث النبي صلي الله عليه وسلم مع السيده عائشه داخل حجرتها فقال لها : (أوني لاعرف غضبك أذا غضبت ورضاكي أذا رضيتي )
فقالت له كيف يا رسول الله ؟ فقال لها صلي الله عليه وسلم :أذا غضبتي قلتي يا محمد وأذا ما رضيتي قلتي يارسول الله ) .
ونترك الحديث للسيده عائشه رضي الله عنها وأرضاها لتصف لنا بنفسها المشهد الاخير والاكثر تأثيرا في حياة الرسول الاعظم فتقول ( مات رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري فدخل عبد الرحمن أبن أبي بكر ومعه سواك ثم دفعه اليه فأستن صلي الله عليه وسلم كأحسن ما رايته مستنا قط ثم ذهب ليرفعه إلي مسقط يده فأخذت أدعو الله بدعاء كان يدعو به جبريل عليه السلام وكان الرسول يدعو به أذا مرض الا أنه لم يدع به في مرضه هذا فرفع النبي صلي الله عليه وسلم بصره للسماء وقال : بل الرفيق الاعلي بل الرفيق الاعلي ثم فاضت روحه الشريفه فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في أخر يوم من أيام حياته الدنيويه ) .
وقد ظلت رضي الله عنها ٤٧
عاما بعد وفاته صلي الله عليه وسلم الذي أشار عليها يوما وقال( خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء ) .
وفي مقارنه سريعه بين حب الرسول لزوجتيه خديجه پنت خويلد وعائشه بنت ابي بكر رضي الله عنهما
نجد أن السيده عائشه أحب أزواجه اليه بعد خدبجه فقد أحبها لان أبيها أبي بكر الصديق وقام بتدليلها حيث كان ياتي لها بأقرانها كي يلعبن معها بالدمي والعرائس في منزل الزوجبه وكان يرفعها صلي الله علبه وسلم فوق كتفه الشريف ويلاصق خده خدها لتري ملاعب الاحباش والرماح وكان يتغاضي عن أسائتها وكان يسابقها فيفوز عليها مره ويجعلها تفوز عليه مره أخري ليقول ( لها هذه بتلك ) .
فقد تزوجها صغيرة السن وتدرجت في بيته بشبابها الرائق وأحبها الحب الذي جعله يقول لها (حبك يا عائشه في قلبي كالعروة الوثقي ) .
ومن هذا نخلص إلي أنه كان يشعر في حب السيده خديجه بعاطفة بالبنوه وكان يشعر في حب السيده عائشه بعاطفة بالابوه .
فهو مع السيده خديجه كان يشعر بالوقار والاحترام لها وأنها صاحبة أفضال عليه تماما كأفضال الام علي الابن .
أما شعوره تجاه السيده عائشه فاذا كانت السيده خديجه تمتاز بكونها إولي زوجاته فالسيده عائشه تمتاز بأنها الوحيده العذراء البكر بين زوجاته مما جعلها ممتلئة المشاعر المتوهجه والغيره الواضحه والمداعبه الحاضره ولصغر سنها كان يشعر معها بعاطفة الاب الذي يحنو علي أبنته .
وفي النهايه نؤكد أن مانهدف اليه من ذكر هذه المشاهد أن نفضح كذب شيوخ هذا العصر الذين يروا أن المراه ما هي الا وعاء للچنس فقط وليس لها حق الاعتراض أو التفكير أو الإعجاب بدون أذن ( سي السيد ) .
نقول لهم أن الرسول الكريم كان يشارك زوجاته أعمال المنزل وكان صلي الله عليه وسلم يخصفة نعليه بيديه الشريفتين
ليبخث الله وجوه هؤلاء المتاجرين بالدين وهم أبعد ما يكون عنه هم ومن سار علي نهجهم وستظل المراه أما وأختا وصديقه وزوجه وشريكة العمر وحبيبة للقلب ولو كره المتشددون .