حفظ الله الوطن_مجلة أنا مصري
مجلة انا مصرى مجلة انا مصرى

آخر المواضيع

جاري التحميل ...

حفظ الله الوطن_مجلة أنا مصري

   

أ.د / عمر عبد الجواد عبد العز

حفظ الله الوطن


  مصر التي في خاطري , مصر بلد الأمن والأمان , مصر خزائن الأرض , مصر بلد العلم و التمكين كما ورد في القران الكريم , مصر التى حظيت بالتشريف وخلدها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وورد ذكرها أكثر من مرة موصوفة بالأمن والأمان والخيرات والجنات والزروع والمقام الكريم، وليس فى العالم بلد أثنى الله عليه فى القرآن بمثل هذا الثناء ولا وصفه بمثل هذا الوصف ولا شهد له بالكرم غير مصر .وليس فى العالم بلد أوصى به وبأهله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غير مصر التى حظيت وشرفها الله عز وجل بأنبيائه الذين عاشوا على أرضها, فنبى الله إدريس أول من علم المصريين المخيط وبعث بأرض الكنانة, وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام أقام بين أهلها وتزوج هاجر المصرية أم إسماعيل الذى باركه الله, فكان صديقا نبيا ومن إسماعيل خرج أعظم الأمم وهى العرب . ومنها تزوج نبى الله يوسف, ووفد إليها يعقوب عليه السلام وأخوة يوسف وعاشوا على أرض الكنانة, ونشأ بأرضها أنبياء الله موسى وهارون، ونبى الله دانيال ويوشع, وإلى أرضها أتت مريم وعيسى عليهما السلام فكانت مصر حصن أمان لهما. وأعظم هذا التشريف هو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فكما كان لإبراهيم الخليل زوجة مصرية كان لرسول الله «مارية القبطية المصرية» التى أنجبت له إبراهيم.

و قد ذكرت مصر في القرآن في مواضع كثيرة منها آيات ورد فيها ذكر مصر صريحة وآيات بالإيماء  , فقال تعالي :

(اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ). (سورة البقرة:61)

(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا). (سورة يونس:87)

(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ). (سورة يوسف:21)

(ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ). (سورة يوسف:99)

((وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي). (سورة الزخرف:51)

االآيات السابقة ذكرت فيها مصر في القرآن الكريم خمس مرات صريحة باللفظ، وباقي الآيات التالية ذكرت فيها مصر في القرآن بالإيماء منها قصة يوسف عليه السلام :

(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ). (سورة يوسف:30)

جاءت مصر في هذه الآية تحت مسمى المدينة .

(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ). (سورة يوسف:55)

الخطاب هنا من يوسف عليه السلام للعزيز ملك مصر، فالأرض هنا المقصود بها مصر

(وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ). (سورة يوسف:56)

(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ۖ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ ۖ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ). (سورة يوسف:80)

 ((وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ). (سورة يوسف:100)

قال الإمام الكندي: جعل الله الشام مع جمالها وبهائها بدوا في حين سمى الله مصر مصراً يعني قطر ومدينة , فيوم أن كانت الشام بدوا كانت مصر أم المدائن

(وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ). (سورة القصص:20

ورد في كتب التفسير أن المدينة في الآية السابقة هي منف وكان فرعون بها، ومدينة منف في صعيد مصر وكان بها قصر فرعون , وفي قصة موسى عليه السلام وفرعون مصر

 (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ). (سورة القصص:4)

(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ). (سورة القصص:5)

((وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ). (سورة القصص:6

 (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ). (سورة الأعراف:137)

ورد في كتب التفسير أن الأرض في الآيات السابقة المراد بها مصر، وقالوا (بَارَكْنَا فِيهَا) المقصود بها النيل، فالبركة في مصر جعلها الله تعالى في نهر النيل.

(يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ). (سورة الشعراء:35)

(فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ). (سورة الشعراء:57)

وفي سورة الدخان: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)).

قال الإمام الكندي: لا يوجد بلد في أقطار الأرض أثنى الله تعالى عليه فى القرآن الكريم كما أثنى على مصر، ولا وصفها بمثل ما وصف به مصر، ولا شهد له بالكرم كما شهد لمصر.

و في قصة عيسى ابن مريم عليهما السلام : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ). (سورة المؤمنون:50  

, والربوة هي المكان المرتفع المخضر، وعلماء الجغرافيا أجمعوا على أن الربى وهي جمع ربوة لا توجد إلا في مصر فقط .

لذلك قالوا أن عيسى عليه السلام لما اضطهدته اليهود وعزموا على قتله نزلت به أمه مصر، ومن ثم فإن الله تعالى آواهما إلى ربوة ذات قرار ومعين .


وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى ذكر مصر أنه قال: (ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لكم منهم ذمة ورحما) رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر لم يا رسول الله؟ قال لأنهم و أزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة). فمصر هى حمى الإسلام بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاء الأنبياء آدم ونوح ووصفها بالأرض الطيبة المباركة التى هى أم البلاد وغوث العباد.

وثبتت عنه الوصية بأهل مصر في الحديث: إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحما. رواه مسلم.

وفي رواية أنه قال: إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحما. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

وقد فسر أهل العلم الذمة والرحم في شأن أهل مصر بكون هاجر أم إسماعيل قبطية، وأن مارية أم إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم قبطية.

ومصر بلد عزيز على الله سبحانه وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم, ويكفى للتدليل على ذلك, أن الله تعالى ذكرها فى كتابه أكثر مما ذكر بلده الحرام, وربط بينها وبين الأمن والخير الذى يفيض فى ربوعها, ومصر تقع دائما فى مكان الحب لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، رغم أنه لم يدخلها إلا عابرا فى رحلة الإسراء والمعراج، وصلى بجبل الطور ركعتين كما تروى كتب السير، أنه كان يركب البراق خلف جبريل عليهما السلام، ومر بأرض ذات نخل فقال ما هذه يا أخى يا جبريل، قال هذه طيبة، طيب الله ثراها، وكانت هذه المدينة المنورة، قبل أن تنار بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمها يثرب وطيبة، ثم مر بأرض بيضاء، فقال ما هذه يا أخى يا جبريل؟ قال هذا الوادى المقدس طوى الذى كلم الله عليه موسي، فنزلا وصليا ركعتين، ثم واصلا رحلتهما) فهذا يؤكد منزلة مصر ومكانتها، لأنها البلد الوحيد فى العالم الذى تجلى عليه الله لموسى عليه السلام حين قال «رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا) وكان ذلك فى جبل الطور أيضا. وأشارت كتب السيرة إلى أن مصر ذكرت فى القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة، تصريحا وتلميحا .


, ومع درس الوفاء والعرفان نستحضر قيمة عليا هى قيمة حب الوطن لنوقن ـ حق اليقين ـ أنها شعبة من شعب الإيمان . وهو ما علمنا إياه سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، حين بارح دروب مكة وشعابها وأوشك على الانفصال عن جبالها ووديانها وهضابها فوجه إليها خطابه وكأنما هو يناجيها مع مرارة فراق ما فيها ومن فيها، ويقول: «والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى ولولا أن قومك أخرجونى منك ما خرجت» وأعطت هجرته الشريفة درسا فى تعليم الأجيال حب الوطن, والانتماء له والدفاع عنه, بكل غال ونفيس


وحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت على رضى الله عنها لأهل مصر 

عندما قدمت إليها  : يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"، ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين .


مصر التي أنقذت العالم  سبع سنين عندما واجه سيدنا يوسف عليه السلام و الذي يعد بما أتاه الله من علم و حكمة أول من أدار مخاطر الجفاف الذي عانت منه مصر وشعوب المنطقة , حين فسر لهم رؤيا الملك ,﴿ قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ﴾ و من قوله , فَمَا حَصَدْتُمْ من تلك الزروع فَذَرُوهُ أي: اتركوه فِي سُنْبُلِهِ , حفاظا له من الآفات و التسوس و أبقى له وأبعد من الالتفات إليه ,إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ أي: دبروا أيضا أكلكم في هذه السنين الخصبة، وليكن قليلا، ليكثر ما تدخرون ويعظم نفعه ووقعه , حتي أتت إليه القوافل تتطلب منه الإحسان و الصدقة و منهم إخوته , ﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾

[  يوسف : 88]


مصر التي أنقذت الجزيرة العربية  من الأزمات , ففي عام الرماده في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه  وكان يقول للصحابة : أيها الناس إستغفروا ثم توبوا إليه ..اللهم كنا نتوسل بنبينا محمد فتسقنا ونحن اليوم نتوسل إليك..فنزل المطر ولكنه لم يكن كافيا  ..فأرسل سيدنا عمر بن الخطاب رسالة إلى عمرو بن العاص حاكم مصر ..ياعمرو أرسل إلينا الزاد والدواء , وهنا جاء دور مصر العظيم ، و ظهر كرم المصريين جميعا ولم يبخلوا بشيء ..أرسل سيدنا عمرو بن العاص رسالة فقال ارسلت إليك قافلة محملة إلى المدينة المنورة أولها عندك وآخرها عندي . 


مصر التي واجهت التتار والغزاة ، وحررت بيت المقدس ، مصر التي واجهت تحديات الاستعمار والعدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ ، وعدوان ١٩٦٧ , وخاضت حرب اكتوبر المجيدة 1973 وحررت أرضها ، مصر بشعبها وجيشها وشرطتها واجهت الإرهاب الأسود عام ٢٠١٣ ومخططات تقسيم العالم العربي الى دويلات ..وتفتيت دول المنطقة ..وأفشلت مشروع الشرق الأوسط الجديد .

 

مصر بلد يستحق أن نحبه، وأن ندافع عن ترابه، ونبذل كل غال ونفيس فى سبيله، فهل رأيتم بلدا ذكر فى القرآن مثل ما ذكرت مصر، وأقول لشبابنا: هذه مصركم فافخروا بها، وارتفعوا معها، واجعلوها فى قلوبكم، واعملوا من أجلها، وجاهدوا فى سبيلها، ثم لا تتركوا لحاقد أو حاسد مجالا بينكم وإنما تقفون بالمرصاد لكل من يحاول أن ينال من هذا البلد.

 .




التعليقات



انا مصري

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مجلة انا مصرى

2020