ها نحن علي أعتاب عامٍ جديد معلناَ عن رحيل أخر سنة..
الحياة التي لا تُبقي علي شئ فالثابت الوحيد هو التغيير..
سوف نطوي صفحة العام مجبرين ونتطلع لعامٍ قادم
ولكن هل سنطويها بداخلنا حقاً؟ أم سنحمل في ثنايا صدورنا منها أحداث شتى؟ فهناك من الأحداث ما لا يمحوها الدهر ولا يُطويها النسيان.
فلازال هناك أحلام لم تتحقق وأخري أُستبدلت بغيرها ؛ منها ما هو أجمل مما قد طمحنا إليه ، ومنها ما لم يخطر لنا ببال ، بل ومنها ما قد تمنينا أن يكون كابوساً نأمل أن نستيقظ منه قريباً.
هنا يجب التفتيش وبصدق عن أسباب النجاح الذي حققناه خلال العام فهل هو نتيجة جد وعمل؟ وجاءت مكافأة السماء رداً علي ما بذلناه أم ما وصلنا إليه كان بطرق تخالف الفطرة السليمة النقية؟ وهنا نضع ما حققناه ضمن قائمة الإخفاقات وعلينا عدم تكرار مثل هذا النوع من ما يسمي إنجاز علي حساب المبادئ أو الكرامة.
أما عن الفشل -هذه الكلمة الثقيلة علي النفس- فهوالكأس الذي تجرعه كل من أراد الوصول ، فهو طريق العبور للتعلم وضريبة النجاح التي قمنا جميعنا بدفعها مقدماً .
ولكي لا نقوم بجلد ذواتنا علينا جميعاً إدراك أن الظروف تعيق كثيراً عن الوصول ولكنها قد تمهد الطريق أيضاً لأمور ليست في الحسبان واليقظ فقط هو من يحسن إستغلالها.
كل ما علينا أن نعيه ونحن علي مشارف عامٍ جديد أن السنوات التي تمرهي أعمارنا التي لم ننتبه إليها وأمل أن يكون هذا العام بداية إنطلاق لي ولكم نحو رحلة البحث عن إجابة وافية عن السؤال الجلل وهو سؤال الله عز وجل لنا عن "عمرنا فيما أفنيناه"
فإذا ما إستطعنا الإجابة علي هذا السؤال فلم نتوهه أبداً في معركة الحياة ولم نحيد عن الطريق بل وسنجد في كل عمل نقوم به مهما كان بسيطاً غاية نبيله.