كتب: خالد البسيوني.
يعاني نظام التعليم من العديد من المشكلات التي لا يمكن التغافل عنها، حيث أن التغافل عن وجودها له عواقب أكبر بكثير من محاولة حلها أو مواجهتها والسيطرة عليها، وحتى تتضح لنا الرؤية وتنجلي أمامنا حلول تلك المشكلات، معنا في هذا المقال الأستاذ محمد جويلي المهتم بالشأن التعليمي المصري، وصاحب الخبرة الكبيرة في عملية تطوير التعليم التي ربما اكتسبها من إدارته للسناتر التعليمية لمدة أزيد من ثمانِ سنوات، الأمر الذي جعله يحتك بالطلاب عن قرب وكذلك المدرسين فكان من الطبيعي أن يكون ذا خبرة في كيفية مواجهة المشكلات التي تواجه العملية التعليمية.
أكد "جويلي" في بداية حديثه على أهمية أن يكون هناك لغة تواصل وحوار بين القائمين على التعليم وبين الطلاب، حيث أن الحوار والتواصل هما الحل المبدئي لأي مشكلة، وإلا فكيف سيعرف القائمين على العملية التعليمية المشكلات التي تؤرق الطلاب، وكيف سيعرف الطلاب إمكانيات القائمين على العملية التعليمية ومحاولاتهم لحل المشاكل التي تواجههم، حيث هذا الاهتمام من الطرفين والسعي في اتجاه المشكلة سيحسن من التفاهم بين الوزارة والطالب، وأعتقد أن أول خطوة في سبيل ذلك وأبسط خطوة هي أن يكون هناك خط مخصص للتواصل من قبل الوزارة مع الطلاب وأولياء الأمور وذلك من أجل استقبال المقترحات التي من شأنها المساعدة في تطوير مسار التعليم في مصر.
أضاف محمد جويلي أن مهمة رجال التعليم في مصر ليست هينة ولا يستطيع أحد أن ينكر عليهم جهودهم، حيث مع قلة الموارد المادية والمعنوية الموجودة، أرى أن النتيجة التي وصلنا لها الآن أو تحديدًا في أخر خمس سنوات هي نتيجة ممتازة عند تقييمها بالمعطيات التي أتيحت لهم، ولكن الطلاب وأولياء أمورهم ينتظروا المزيد، ويتطلعوا إلى مستوى أعلى من التعليم وتحسين الجودة التي تسير بها العملية التعليمية، وبالتأكيد هذا حقًا لهم لا ينكره عليهم صاحب عقل، لكن على الناحية الأخرى فالمدرس أيضًا في أزمة سواء أكانت مادية أو معنوية من الضغط الواقع عليه من أولياء الأمور لأنهم لا يستطيعوا الوصول إلا له ويظنون أنه يملك مفاتيح الأمر، وأنه يستطيع حل كل المشكلات حتى الإدارية، وهذا لن يتم حله إلا بتدخل الحلقة المفقودة في هذا التعامل، مما يرجعنا إلى ضرورة وجود تواصل بين وزارة التعليم وبين أولياء الأمور، وهذا سيخفف العبء على المدرس ويجعله يعمل في بيئة مناسبة.
شدد "جويلي" على أهمية الاهتمام بالمناهج الدراسية، سواء من ناحية تطويرها أو من ناحية تدريب المدرسين على كيفية إيصال المعلومة في زمن التكنولوجيا وسرعة الإنفتاح على العالم، وهذا في اعتقادي هو الجانب الأهم، حيث لا ينكر أحدًا على وزارة التعليم جهدها الدائم لمحاولة تطوير المناهج الدراسية ولكن للأسف فحال المدرس كما هو، للدرجة التي تجعل بعض المدرسين لا يجيدون التعامل مع "التابلت" رغم أنه أصبح جزء أساسي من عملية التعليم سواء في مصر أو خارجها، في النهاية لن تنفك عقدة التعليم إلا بتكاتف الجميع وشعور الكل بالمسئولية المشتركة لنصل بالطلاب إلى بر الأمان.