حماد مسلم بكتب عن
خمسين عاما مرت ومازالت انتصارات اكتوبر في ذاكرة المصريين اكتوبر لم تكن حرب او انتصار ولكن هي حالة انكسار لملحمة انتصار تعالي عزيزي القارئ نعيش داخل تلك الكلمات ونتخيلها لنعرف الحجم الحقيقي للأنتصار ..نصر أكتوبر من البطولات التي كتبها التاريخ وشهدت على أصالة المصريين وعظمتهم.
، وكيف تحقق النصر وكيف كانت قواتنا المسلحة على قدر من المعرفة والعلم والتطور الذي جعلها تخوض الحرب بكل قوة وعراقة وصمود.
حرب أكتوبر ليست فقط حدث حربي يهم القوات المسلحة والقيادات في الدولة.
بل هي حدث يهم كافة الشعب المصري بصفة خاصة ويهم جميع شعوب العالم العربي بصفة عامة.
لأنها كانت حرب لإعادة الأراضي المصرية والمناطق السورية، التي احتلتها إسرائيل بدون وجه حق في عام 1967.
قالت المواقع الغربية ووسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحرب اعتداء من القوات المصرية.
ولكنها حرب لاسترداد الحق، وهي معجزة عسكرية بكل المقاييس عسكري وكان الراحل أنور السادات ورجاله أحمد إسماعيل القائد العام.
وسعد الشاذلي رئيس الأركان مخططين جيدين ومحاربين عظام وكانت القوات المسلحة الباسلة والصامدة بعد صدمة هزيمة 1967.
قبل حرب أكتوبر كانت النكسة، حيث انتصرت إسرائيل فى حرب 5 يونية عام 1967 واستولت على شبه جزيرة سيناء المصرية.
واحتلت بموجب الحرب مرتفعات الجولان السورية، واستولت على الضفة الغربية.
وفقدت مصر في هذه الحرب أكثر من 85% من السلاح الجوي، وتم إبادة الكثير من الأفراد والمعدات.
وما كان من الرئيس جمال عبد الناصر إلا أن يتنحى عن الحكم في يوم 9 / 6 / 1967.
فقامت مظاهرات كبيرة من الجماهير العريضة المحبة للرئيس، وطالبته بالاستمرار في حكم مصر.
تم تعيين محمد فوزي كقائد عام للقوات المسلحة بدلًا من عبدالحكيم عامر، وتم تعيين الفريق عبد المنعم رياض رئيس للأركان في 11 يونيو 1967.
وتم الاتجاه للسوفيت لتسليح الجيش المصري الذي فقد معداته وأسلحته، وتم عقد صفقات السلاح بفترات سماح طويلة.
بدايات حرب الاستنزاف
تم عقد مؤتمر القمة العربية في شهر أغسطس عام 1967، وقام العرب بدعم مصر ونجح العرب في إغراق المدمرة إيلات في 21 أكتوبر عام 1967.
وصدر بعد ذلك قرار من مجلس الأمن رقم 242 في 22 نوفمبر 1967.
في يوم 22 يناير 1970 سافر الراحل جمال عبد الناصر إلى موسكو لطلب أسلحة وذخيرة جوية للسيطرة على الطائرات الإسرائيلية.
وبدأت مصر في تحضير شبكة للدفاع الجوي، وتم عقد مبادرة روجرز مع وزير الخارجية الأمريكية.
وتم الاتفاق على منع إطلاق النار يوم الثامن من أغسطس 1970، وانتهت بذلك حرب الاستنزاف الأولى.
تولي أنور السادات مقاليد الحكم
مات جمال عبد الناصر في يوم 28 سبتمبر 1970 وتولى السادات الحكم وبدأ في ثورة التصحيح.
أو كما أطلق عليها البعض الحرب الداخلية لتصفية عناصر الفساد وتعزيز مراكز القوى.
وحاول السادات أن يعيد سيناء إلى مصر بسلام ولكن الاتحاد السوفيتي لم يساعد السادات ولم يرسل الأسلحة إلى مصر وعاد السادات السوفيت وطرد خبرائها.
استغني أنور السادات عن وزير الحربية فريق أول محمد صادق وعين الفريق الأول أحمد إسماعيل بدلًا منه في أكتوبر 1972.
وقام السادات بالإعداد للحرب ورسم خطط الدفاع وإحاطة السرية داخل القوات المسلحة واستمر في خداع المخابرات الإسرائيلية والأمريكية.
بدأت الحرب وعبرت حوالى 220 طائرة مصرية في تمام الساعة 2.05 ظهرا في يوم السادس من أكتوبر على ضفة قناة السويس.
وكانت الطائرات على ارتفاع غير مبالغ فيه لتتمكن من ضرب الأهداف الإسرائيلية في سيناء.
وبالفعل حققت الضربة الجوية هدفه ولم تخسر مصر ألا 11 طائرة فقط واحدة منها كانت طائرة بقيادة الكابتن عاطف السادات.
في نفس التوقيت تم ضرب أكثر من 2000 مدفع من أعيرة مختلفة على طول جبهة قناة السويس.
وتم قصف مواقع الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشرقية لقناة السويس واستمر الضرب لمدة 53 دقيقة.
كانت فيها القوات المصرية باسلة وصامدة وقامت قوات الجيش الثاني والقوات المصرية الجيش الثالث بالبدء في عبور قناة السويس على دفعات.
سقوط خط بارليف
قام المهندسين المصريين بعمل كوبري ثقيل في تمام الساعة الثامنة مساء وقاموا بعمل 60 ممر على طول الجبهة، وتم إنشاء 8 كباري ثقيلة.
وحوالي 4 كباري خفيفة و30 معدية للعبور، مما أدى إلى سقوط خط بارليف، والسيطرة على مدينة القنطرة شرق، واستمرت المعارك والاشتباكات لأيام.
تدخلت أمريكا في الحرب يوم 8 أكتوبر ووقفت مع إسرائيل ودعمها ضد مصر وسوريا وقدموا تقارير وصور لإسرائيل تحتوي على مواقع القوات المصرية.
حيث قامت بالتصوير بالقمر الصناعي وساهمت وزارة الدفاع الأمريكي مع إسرائيل.
ولكن خاب ظنهم وفشلت إسرائيل يوم 8 أكتوبر وتم اسر العقيد عساف يأجوري.
فشل القوات الإسرائيلية في تدمير الدفاع الجوي لمصر
قامت القوات الجوية الإسرائيلية بمحاولات عديدة لتدمير شبكة الدفاع الجوي المصري.
واستخدمت في عملها صواريخ سام، وسقطت طائرات إسرائيلية كثيرة جدًا وصلت إلى 50 طائرة.
وكان الفشل الذريع لدرجة أن جولدا مائير صرحت في يوم 9 أكتوبر قائلة أنقذوا إسرائيل.
وفي آخر يوم 9 أكتوبر قام الجيش المصري الثاني والجيش المصري الثالث بدخول سيناء،
وفي يوم 12 أكتوبر أصدر السادات قرارا بأن الضرب سوف يكون شرقًا لمساعدة سوريا.
ويوم 13 أكتوبر أصدر الرئيس الأمريكى قرار ببناء جسر جوي أمريكي لمساعدة إسرائيل.
خسائر في صفوف الجيش المصري
قامت طائرة استطلاع أمريكية تدعى اس ار 71 بمحاولة اختراق المجال الجوي للأراضي المصرية.
وكانت بسرعة صوت تعادل ثلاث أضعاف وعلى ارتفاع 25 كم، وبالفعل نجحت في الاختراق.
ولم تستطع القوات الجوية المصرية إسقاطها، لأنها طائرة في خارج مدى الصواريخ المصرية.
وقام قائد المدرعات الإسرائيلي ألبرت ماندلر في سيناء بضرب القوات المصرية، مما نتج عنه خسائر.
ومن هنا جاء الأمر بانتقال الجيش الثاني إلى محاولة الدفاع الجوي، لأن تطوير الهجوم في الشرق جعل القوات الجوية بدون غطاء.
ونتج عنه خسائر ضخمة في الدبابات، وجاء في ذلك الوقت خبر بإصابة قائد الجيش الثاني سعد مأمون بنوبة قلبية.
قرارات مجلس الأمن
في يوم 21 أكتوبر أصدر مجلس الأمن قرار يحمل رقم 338 بوقف تبادل إطلاق النار.
ووافق على القرار كل من مصر وإسرائيل، ولكن في يوم 22 أكتوبر لم تلتزم إسرائيل
بقرار وقف إطلاق النار الصادر من مجلس الأمن، وقامت باستغلال الموقف وشن عمليات عسكرية كثيرة في منطقة غرب القناة.
وفي يوم 23 أكتوبر أصدر قرار مجلس الأمن قرار ثانى بوقف إطلاق النار رقم 339 والتزمت به مصر وإسرائيل.
ولم تحترم إسرائيل القرار للمرة الثانية على التوالي وحاولت أن تقوم باحتلال مدينة السويس إلا أن الشعب لم يسمح لها وتصدى لها بكل قوة.
في يوم 24 أكتوبر فشلت قوات الجيش الإسرائيلي في السيطرة على المدينة، وتحقق خسائر ضخمة للجيش بأكمله.
وأظهرت المقاومة الشعبية لسكان مدينة السويس الكثير من القوة والثبات، وقاموا بمعاونة الجيش.
وجاء فريق من القناصة والدبابات من داخل الفرقة 19 مشاة من عناصر الجيش الثالث.
وفي يوم 26 ويوم 27 قامت إسرائيل تقوم بقطع طريق مصر السويس، حتى تعوق حركة الإمدادات والعدة والعتاد للجيش الثالث ووصلت،السؤال هل انتهت الحرب بين مصر وإسرائيل.ام ان الحرب مازالت مستمره في اشكال اخري بعيدا عن المعدات والدبابات والطائرات اظن الاجابة.....