بقلم / غادة العليمى
عاد نهر السياحة يتدفق على ارضنا بعد ان توقف شلاله لسنوات وسنوات عجاف
ولابد ان يستمر تدفقه لتظل مصر كعبة الشرق التى يقصدها السائح ليطوف على اركان سحرها المعهود مشدوها مسحوراً بكل ما لديها ،،
ولاشك ان مصر بلد ثرية للغاية
ثرية بتراثها
ثرية بفنها
ثريه بتاريخها
ثرية بمناخها وتنوع الحياة على ارضها
ناهيك عن ان المعلوم عنها لدى الكره الارضيه انها تمتلك وحدها ثلث اثار العالم
ثلت حضارة العالم
ثلث بصمات الانسانية من فجر العصور البعيدة على ارض كان العالم فيها يتغذى على ورق الشجر
و تستقر مصر على ناصية طبيعيه غنيه وساحرة لانها تطل على بحرين ويجرى فى ارضها نيل عظيم وتقبض على ضفتى خليج وتنام فوق شعاب مرجانية لا توجد فى اى مكان فى الدنيا
ورغم ذلك لا تنافس على الخريطه السياحيه ويأتى ترتيبها فى السياحه بعد دول افقر منها بكثير فى موارد الجذب السياحى
وتتنازل طواعيه او بالاكراه عن مكانتها بين الدول الاكثر اختياراً للسائح
وفى الاعوام القليلة المنقضية هبطت معدلات السياحة بمصر كثيرا مقارنه بصعود دول اخرى لم نكن نسمع عنها كدول سياحية مفضلة
اخترت ان اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر دولة تركيا
وهذا لانها كانت حتى مطلع التسعينات دولة غير سياحية مقارنه بمصر
فماالذى حدث؟؟
لماذا يتوافد علي تركيا ٣٦مليون سايح دونا عن مصر ؟
بلاشك ان تركيا بلد نظيف ولكن اذا استبعدت جمال البوسفور والخضرة والورود المنتشرة في كل الميادين
فتركيا بدون تحيز لا يوجد فيها الكثير ولايصح ان اقارنها بمصر!…………
فكل ما لديها بضعة مساجد وبضعه قصور امثال توب كابي ودالما باشي
ولا يمكن مقارنتهم بجوامع عديدة لدينا
وقصور تتحدث عن عظمتها ومعمارها
ولن اذكر الآثار الفرعونية لانها لايوجد مثلها في العالم باثره وليس تركيا فحسب!
فما هي المشكلة ؟
فى بلادنا يكثر الشحاتين ،والنصابين ،
والنشالين
فى تركيا لديهم النصابين والنشالين فى كل مكان ومعظم مكاتب السياحة تحذر السائح منهم قبل الوصول
ومعروف عنهم ان لديهم اسوأ مرور وأسوأ سائق تاكسي بلا منازع ………
اذا ما السبب ؟؟
والمقارنه كلها لصالح بلادنا والسياحة الاكثر بتركيا
السبب هو الاختلاف في تطبيق الاسلام !
فمشايخهم لم يطالبوهم بتقويم الغير محجبة ،
او التحرش بالسائحة التي ترتدي الشورت البنات والاولاد يمشون متعانقين والايدي متشابكة والقبلات متبادلة ،لم ينتفض سلفي لاعادتهم للطريق القويم !
كل واحد يعرف تماما ،حدوده ،
لا يتحرش تافه لم يستكمل تعليمه الاساسي بكاتب حاصل علي نوبل ،
او عالم ذرة لعدم تحكمه في زي نساء اسرته !
انه رغم انتشار الحجاب عن السنوات الماضية ،الا ان الاسلام هناك لايخاف منه السائحين، ولا يستبيح المسلم نساؤهم……………
اننا في مصرنا الحبيبة تم تدمير الشخصية المصرية ذات الطبيعة السمحة المرحبة بكل غريب ووافد علي مدار تاريخها ،
كان يعيش بيننا كل الجنسيات الايطالي واليوناني والفرنسي والتركي والشامي والمغربي في انسجام غريب !
ولكن للاسف في السنوات الاخيرة اصبحنا شعب كاره لكل مختلف معنا في طريقة الحياة !
نكره من يختلف عنا في الدين
ومن هم اكثر مننا ثراء
ومن لايحترم قيمنا العجيبة ،
كأن دورنا في الحياة ان نضع للعالم نموذج للحياة نرتضيه ، ونربيه من جديد لاننا خير امه اخرجت للناس
دون ان نترك للوافد الينا ان يري اننا خير امة اخرجت للناس من تصرفاتنا ، يري نظافتنا ، يري احترامنا للقوانين ، وللبشر جميعا ، يري احترامنا لاثارنا ، والفخر بما تركه لنا الاجداد من ثروة لاتوجد الا فى بلادنا
للاسف فشلت الموجه الكاسحة الوافدة لنا من الصحراء في الارتقاء بنا ، بل هبطت بنا الي الحضيض ، رغم ان الاسلام هو الاسلام لم يتغير ، ولكن تغير الخطاب الديني الذي خلق مننا شخصيات مشوه ، عدوانية……………والمصيبة انهم بفضل المشايخ ؛يعيشون وهم انهم يملكون الحق ، ولايرون موقعهم بين الامم !
اختارت تركيا ان تصدر للعالم العربى الاسلامى انها دولة الخلافه بتاريخها من الفتوحات والحروب الاستعمارية
ولكنها بالفعل والسلوك والقوانين صدرت لدول الغرب صورتها كبلد تحترم الحرية للجميع وتستوعب اختلافاتهم فى الفكر والشكل والسلوك مادام لايضر احد ولا يزعج الاخر
وان اردنا ان نعيد السياحة لابد وان نستعيد شخصية المصرى وهويته التى سلبها التطرف
اري ان الموضوع في يد الدولة عليها ان تضرب بيد من حديد علي كل متطفل علي سائح او حتي مواطن ،
نريد استعادة حرية السائح والمواطن
الحرية بمفهوم تركيا
نريد حرية كتلك التى تعتنقها تركيا
لنعيد مصر التى سلبت منا مصر البلد السياحى العظيم
وركن الحضارة الكبير
ومنارة الشرق فى كل بلاد الشرق
نريد ايقاف نزيف دماء الهوية المصرية التى ذبحها نصل زيف التطرف الدينى
لتعود مصر البلد الآمن الآمين فى نظر كل يتوافد إليها ،، لتصعد إلى مكانها الطبيعى فى صدر الدول السياحية