كتبت:سينيورة حنين
عندما نتخيل بأن الإنسان مثل الطائرة، إذا إمتلك خطة واضحة فسوف يصل إلى الوجهة المرادة، وإن لم يمتلك فسوف يظل ثابتا في مكانه، وحتي إذا أقلع سوف يضيع الكثير من الوقت، واحتمال أن يهبط في نفس المكان مجددا دون جدوى.
ومن هنا نتعرف علي الفرق بين الإنسان الناجح والفاشل في الحياة، فالإنسان الناجح يملك خطة واضحة لما يريده في المستقبل (فيصل إلي المكان الذي يحدده غالبا بالطائرة)، على عكس معظم الناس لا يصلون إلي وجهاتهم المحددة لأنهم لا يملكون خطة مسبقة.
لذلك نجد أشخاص علي قدر من الذكاء والتعليم وفاشلون في حياتهم عموما، لانهم بكل بساطة لا يعرفون ما هي أهدافهم (وجهاتهم)، وكيفية تحقيقها، في المقابل هناك العديد من الناجحين والذين يملكون هدفا واحدا من البداية ويركزون علي إنجازه في سن مبكر في احيان كثيرة.
ومن خلال ذلك، نجد أن ضياع الهدف في عمرك المبكر هو المسئول الأول عن ضياع طموحاتك وأحلامك وعن فشلك ايضا، لذا ركضك في الاتجاه الخاطئ يجعل طرقك تنتهي للاشئ، وهذا يذكرني بقول الكاتب فهد عامر الاحمدي عندما قال: "إن لم تعرف أين تذهب فجميع الطرق تنتهي للاشئ".
وفي الحقيقة لا يكفي أن يكون لديك هدفا وخطة واضحة، يجب ايضا ان تتحلي بالشجاعة والصبر والجراءة لتنفيذ هدفك، فالناجحون يضعون فرص نجاحهم بأيديهم (مثل إنشاء مشاريعهم الخاصة والصغيرة)، علي عكس الفاشلون الذين ينتظرون ان تأتيهم الفرص فيستسلمون ويبقون في حيرة دائمة.
والاسوأ من ذلك كله، الإنتظار الذي يجعل الفاشل يضع أهداف غير واقعية وتفوق قدراته ولا تتناسب مع امكانياته، فبدل ان يصعد السلم درجة درجة، يظل يحلم بأن يقفز إلى أعلى سلم بلا مقدمات، وحين يكتشف بأنه تحت قاع السلم يصيبه اليأس والاحباط.
والفاشلون يركزون فقط علي المشاكل والعقبات التي تقف امامهم، فيتراجعون ويستمرون في المماطلة والتسويف بشأن تحقيق الهدف، وينتهي بهم المطاف إلى الإنتظار أو يتناسوا هدفهم بالتدريج.
وبالنسبة للناجحين العكس تماما، حيث يوجهون أعينهم نحو هدفهم مهما فشلوا مئات المرات في تحقيقه، وهذا يجعلهم يرون أن العقبات تافهة وربما لا يروها اساسا.
إن كنت تريد النجاح حقا، إمتلك رؤية واضحة لما تريد، وتحلى بالمرونة فهي ضرورية لتتجاوز المشاكل والعقبات وأي تغيير يحدث في خطتك، كذلك التركيز علي الهدف فهو يجعلك تركز كل طاقتك وجهودك عليه.
أما إمتلاكك لخاصية التفرد فهو يبقي شيء نادر فعلا، فإن كنت تمتلك خطة متميزة وفريدة، ولا تشترك مع آلاف الأشخاص في الهدف مثل( حين تتخرج من الجامعة كطبيب فانت تشترك مع الاف الأشخاص بصفتك طبيب، اما إن كان هدفك أن تكتشف دواء لمرض السكري الذي مات بسببه أحد اقربائك)، فأنت بذلك تتفرد بهدفك بل وتتميز علي أقرانك.
وفي النهاية، نجاحك وفشلك يتوقف عليك، لو كان لديك الرغبة في النجاح فأنت حققت نصفه، اما إذا لم يكن لديك الرغبة فأنت حققت نصف الفشل، القرار قرارك أنت، أنت من تحدد إن كنت ناجح أو فاشل.