بقلمى/ عبدالناصر عياط - اسيوط
سيبقى المعلم رمزا للعطاء ، سيظل قدوة للابناء ؛ ستكون محنته هى المصباح الذى ينير الطريق لرجوع هيبته ومكانته ٠ فالانبياء عانوا وابتلوا أشد ابتلاء ٠ فأنتم ورثت الأنبياء . رسالتكم رسالة الأنبياء ٠ ٠ أعتز بنفسك وكن فخورا برسالتك ؛ فيشهد التاريخ أنك أنت ماحى التخلف واالجهل من رؤوس الشعوب ، وأنك المنارة التى تخرج الأمم من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم والتقدم ، وانت من يغرس المبادئ والقيم والعادات الصحيحة الراسخة لتميز الشعب المصرى عن غيره وأنت مسئول عن تقويم السلوكيات السلبية فى المجتمع ، وتهذيب الألفاظ والمصطلحات ، وتصحيح الأفكار المغلوطة تجاه الدين وتجاه الوطن ، فأنت صانع الحضارات . وتنمى داخل أبنائك الانتماء ،وحب الوطن ، والولاء ، والاخلاص ؛ لتجعل بلدك تتباهى بما لديها من ابناء مخلصين قادرين على البناء ، وبكل الحب يسعون على تطوير بلادهم ونهضته ، بكل ما لديهم من طاقات ، وفكر ، وابداعات ، وبناء أمجاد وحضارات . أنتم من تقدمون للوطن اجيال من العلماء والعباقرة والأطباء والفلاسفة والمهندسين والقضاة وقدمتم رجالا قادرين على الدفاع عنه يضحون بأنفسهم ؛ فداء من أجل وطنهم ومن أجل محاربة كل مفسد ، وكل خائن يعبث بأمن وحرية البلاد ، وقدمتم عمال مصر المخلصين وغيرهم كثيرين ٠٠وسوف تستمر مسيرة عطائكم لا تنضب ابدا . ولا تنسوا أنكم كنتم و مازلتم خبراء وعلماء إجلاء ترسلهم مصر إلى جميع البلدان العربية والإفريقية لينهلوا من فيض علومكم وخبراتكم لتستنير عقولهم ، ولتتسع معارفهم .
فكل من يحاول احباطكم وينتقص من دوركم إنما هم المفسدون فى الأرض ،الذين لا يريدون الخير لكم و للبلاد . بل يريدون الإنهيار . فإذا أردت سقوط بلد عليك بانهيار التعليم فيه ، بانهيار المعلم ، وانقاص قدره ، وعدم تقديره .
ايها المعلمون ، انتم علماء أجلاء، ومربون فضلاء.
اعتزوا بأنفسكم ، ثقوا بقدراتكم وارفعوا رؤسكم ؛ فأنتم ضمائر الدول ، لا تسقطوا كما سقطت أشياء كثيرة ولا تنهاروا كما انهارت القيم ، والأخلاق ، والمبادئ .
ولا تهونوا على انفسكم كما هنتم فى عيون غيركم ٠ تعاونوا من أجلكم ؛ فيجب أن يقدر الجميع دوركم ، ويعرف جهودكم، ومدى اخلاصكم ٠
تحية اجلال وتقدير لكل معلمى مصر المخلصين ، صانعى الأجيال ، وباني الأمم .