بقلم .. أمجد عبد الرحيم الدورنكي
قال الطحاوي _رحمه الله تعالى_
" ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا نُفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم ، وبغير الحق يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان
هل رأيتى أبو بصير
هل رأيت أبو بصير
أنا رأيت أبو بصير وهو يشتد العذاب عليه من كفار قريش هو والضعفاء من المسلمين فى مكة .
والان أنا أراة بعد صلح الحديبيه
بعدما رجع النبي صلى الله علية وسلم ألى المدينة المنورة
أراه وقد أستطاع أن يهرب من حبسه، فمضى من ساعته إلى المدينة يحمله الشوق ويحدوه الأمل في صحبة النبي ﷺ وأصحابه. فمضى يطوي قفار الصحراء،
وتحترق قدماه على الرمضاء حتى وصل المدينة
فتوجه إلى مسجدها، فبينما النبي ﷺ في المسجد مع أصحابه، إذ دخل عليهم أبو بصير عليه أثر العذاب وعناء السّفر، وما كاد أبو بصير يلتقط أنفاسه حتى أقبل رجلان من كفار قريش فدخلا المسجد، فلما رآهما أبو بصير فزع واضطرب، وعادت إليه صورة العذاب
، فإذا هما يصيحان: «يا محمد رده إلينا بالعهد الذي جعلت لنا»، فتذكر النبي ﷺ عهده لقريش
أن يرد إليهم من يأتيه من مكة.
فدعا أبا بصير فقال له:
«يا أبا بصير، إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد علمت
، وإنا لا نغدر، فالحق بقومك.»
فقال: أبو بصير
«يا رسول الله، تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني؟»
فقال رسول الله ﷺ : «اصبر يا أبا بصير واحتسب لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجاً ومخرجاً».
فخرج معهما أبو بصير فلما جاوزا المدينة نزلا لطعام، وجلس أحدهما عند أبي بصير وغاب الآخر ليقضي حاجته. فأخرج القاعد عند أبي بصير سيفه ثم أخذ يهزه ويقول مستهزئاً بأبي بصير
: «لأضربن بسيفي هذا في الأوس والخزرج يوماً إلى الليل».
فقال له أبو بصير
: «والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيداً».
فقال: «أجل والله إنه لجيد لقد جربت به .. ثم جربت». فقال أبو بصير: «أرني أنظر إليه». فناوله إياه .. فما كاد السيف يستقر في يده .. حتى رفعه ثم هوى به على رقبة الرجل فأطار رأسه.
فلما رجع الآخر من حاجته، رأى جسد صاحبه ممزقاً مجندلاً، ففزع وفرّ حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو. فلما رآه ﷺ مقبلاً فزعاً قال: «لقد رأى هذا ذعراً».
فلما وقف بين يديه ﷺ صاح من شدة الفزع قائلاً: «قُتل والله صاحبي، وإني لمقت